أثنى عدد من المختصين على استراتيجية هيئة المكتبات التي أعلنتها الهيئة مؤخراً، والتي ستعمل وفقها لتطوير القطاع برؤية جديدة تلامس سماء المعرفة الرقمية وتواكب ما تزخر به من معلومات، وتفتح الآفاق الاستثمارية في قطاع الأوعية المعلوماتية، مشددين على ضرورة وجود حراك منظم لإعادة إحياء المكتبات وتحويلها من مجرد أوعية إلى منصات ثقافية شاملة. "عائد معرفي" أكدت رنا المداح -ناشرة- أن تنظيم هيئة المكتبات للمبادرات والمسابقات الأدبية على المنصة الرقمية، سيكون له عائد معرفي كبير ومفيد للمجتمع القرائي. معتبرة تصميم منصة رقمية لتسويق فرص الاستثمار مواكبة للعصر التقني، ودعم للناشرين، خصوصاً إذا ما شملت هذه المنصة مواقع دور النشر المعتمدة. وبيّنت المداح أن المشاركة المجتمعية سبيل إلى تطوير أي منظومة عملية أياً كان اختصاصها وموقعها، وزادت: "كانت المشاركة المجتمعية سابقا تقتصر على تبرع المكتبات الخاصة ببعض الكتب والعناوين لصالح مكتبات المدارس، أما الآن فتتطلع الاستراتيجية إلى مشاركة من أفراد المجتمع في صياغة برامج المكتبات والتفاعل معها والمشاركة فيها". "آفاق جديدة" ونوّه نضال قحطان -كاتب وناشر- أن استراتيجية هيئة المكتبات تصب في القطاع وتنمية الحراك الاجتماعي، حيث تأتي ضمن الأهداف التي تسعى إليها وزارة الثقافة والتي تصب جداولها في رؤية 2030م، لخلق أجواء تساهم في إبراز القدرات والابتكارات ونشر المعرفة وتطوير الأعمال في هذا القطاع الحيوي. مؤكداً أن المنصة الرقمية للتسويق والاستثمار، من أهم ما حملته المحاور التي تضمنتها الاستراتيجية، حيث تتيح للمهتمين آفاقا جديدة لتطوير العمل المالي والمعرفي بشكل متساوٍ. وأردف: "ستسعى المكتبات الخاصة ودور النشر لأن تكون السباقة، كونها تملك مخزوناً من المساهمات المعرفية التي يمكن أن ترسم ملامح المستقبل وتساهم في إنجاح الاستراتيجية". "نقلة نوعية" ومن جهته، قال محمد الفريح -مسؤول نشر وترجمة-: "إن أثر الاستراتيجية على المكتبات الخاصة عالٍ جداً إذا تم التفاعل معها بشكل عملي ومهني، وتم التسويق لها بشكل منظم، وهذا يعتمد على المحفزات التي ستقدمها الاستراتيجية لملاك المكتبات الخاصة، خصوصا ما يتعلق بالأرشفة والرقمنة والفهرسة والتصنيف وأنظمة الربط والتكامل مع المكتبات العامة". مشيراً إلى أن المنصة الرقمية، نوعية وغير مسبوقة؛ وستكون ملتقى مميزا للمهتمين بقطاع المكتبات وموردي خدماتها، وستحقق نقلة نوعية شاملة إذا ما تم تحديثها وتقييمها بشكل مستمر وشفاف للجميع. مؤكداً أنه سيترتب على تفعيل المشاركة المجتمعية نقلة في تشكيل الوعي تجاه المكتبات كأحد وسائل المعرفة، واختتم: "أعتقد أن المكتبات الخاصة ستغطي جزءاً من النقص الملحوظ في المكتبات العامة". "فرص جديدة" وقال محمد الحكمي -صاحب مكتبة-: "نتطلع كمهنيين ومختصين في مجال المكتبات إلى تحقيق هذه المبادرات الخلاقة التي أعلنت عنها هيئة المكتبات، لصياغة القطاع بطريقة مختلفة عن السائد، بما يخدم محبي الكتب والقراء وأصحاب الشغف وفق طريقة مبتكرة تراعي التحولات الجديدة في المجتمع والعالم أجمع". وأضاف: "العالم الرقمي نهضة حضارية تتطلب المتابعة والمواكبة للّحاق بركبها المتسارع، ولذلك جاءت هذه الاستراتيجية التي وضعت عالم المكتبات على الطريق الصحيح". معتبراً أن خلق فرص استثمارية في عالم المعرفة أمر في منتهى الأهمية، ويطور مستقبل القطاع للخروج به من النمطية إلى فضاء أكثر رحابة، ويسمح بتسويق المعرفة محلياً وإقليمياً وعالمياً في وقت وجيز. منوهاً إلى حاجة المكتبات الخاصة للتدريب على هذه التقنيات الجديدة والتواصل مع أوعية المعرفة المختلفة، فلابد من تهيئة الكوادر حتى تستطيع الإسهام في هذه المبادرة. محمد الحكمي نضال قحطان رنا المداح