يصدر قريبا الجزء الأول من ثلاثية المزيني "التغريبة النجدية" بعنوان (سيد المقام) عن مؤسسة الانتشار العربي، وتتناول الثلاثية في أجزائها الثلاث رجال العقيلات ورحلاتهم والأحداث التي عايشوها، في سردية مشهدية حافلة بالأحداث الدراماتيكية التي تبدأ من مطالع القرن الثالث عشر، تنقلوا فيها من نجد إلى الشام والعراق، كما استعرض أهوال ما مروا به في الصحراء، ينتهي الجزء الأول منها عند دخول الملك عبدالعزيز الرياض، ليبدأ الجزء الثاني بعنوان (شيخ العرب) وفيه يتضح دور العقيلات في هذه المرحلة المهمة جدا ومناصرتهم المؤسس الملك عبدالعزيز، واستعانته -رحمه الله- بهم، وبحسب المزيني فإنه لا ينوي نقل أحداث تاريخية مدرسية مدونة بل هي أحداث سردية مستلهمة من هذا التاريخ غمسها بالمتخيل السردي الذي لا غنى لأي نص روائي حقيقي عنها، وسيأتي الجزء الثالث منها بعنوان (السكينة) وفيه ويتناول المزيني استقرار وطنهم الذي قاسوا فيه قبلا شظف العيش، والقضاء على أعشاش الخوف والتربص في عرض الصحراء، واستقرار المدن، في ترتيب الحياة السعودية الجديدة التي باركها الله سبحانه وتعالى على يدي المؤسس الملك عبدالعزيز ورجاله الذين صدقوا ما عاهدوه عليه، وأيضا لن يكون هذا الجزء مدونة تاريخية بقدر ما هو سردية روائية مشبعة بالأحداث والشخوص ملتهبة بالصراعات، لا يقتفي المزيني في التغريبة النجدية الصراعات السياسية بمعناها الدقيق، بل يضعها في قالب أحداث يتمثل داخلها أبطال الرواية، ويعكسون طبيعة الحياة آنذاك. محمد المزيني