أسعد الله صباحكم، أقدم مقالي الخفيف هذا نهاية المباراة، فريق رابح وأمامه خاسر، وقلوب تزغرد وتلهث طرباً للفائز، وجمهور الفريقين، واللاعبون، بين وبين؛ حيث الفريق الذي لم ينل البطولة، بات منزعجاً، يحمل في ثنايا قلبه أملاً يوقن فيه أن النصر قادم بإذن الله. أما الرابح أصلاً، تراه يركض بقدميه، يرفرف بجناحيه فرحاً بفوزه، وقد حالفه الحظ السعيد، ولله الحمد والشكر أني مع الفريقين.. ليس لدي فريق مفضل، ولست شغوفة بهذه المتابعة لفرق كرة القدم ومبارياتها، لكني أحببتها من تفاعل الجمهورين، ووجدت صدق قلوبهما ودفء مشاعرهما كنهرين يفيضان بالشغف، إني - والله - أرى الفرح بجميع ألوانه، للمجتمع وبكل فئاته، والتلفزيون بكل قنواته، والإعلام بجميع منصاته، وأقرأ التعليقات التي كثيراً منها تعجبني وتلامس مشاعري. وما لفت انتباهي أمر مكرر، ولأكثر من حساب في تويتر، يوزع الهدايا، للجمهور بمناسبة فوز الفريق الرابح الذي هو أصلاً يتبع فريقه المنافس بمعنى ضده. الصورة واقعية والحدث يتكرر بشكل مستمر، والسؤال الذي أطرحه: أين التعصب الرياضي؟! بلا شك أنه موجود وربما في الفترة الأخيرة بانَ أكثر، عبر سلوكيات كثيرة، من بين وبين، والكثير تحدث عن هذه الآفة، وكيفية الخلاص منها وأن نرتقي بمجتمع خالٍ من التعصب. ولأنني عملت بسلك الإعلام لفترة طويلة، ومطلعة على صور هذا التعصب إلا أنني أجزم تماماً، ما وراء ذلك، قلوب طاهرة نقية، ربما قلة من يحملون كراهية للفريق الرابح ولكن الأغلبية متسامح.. وقرأت عن أصابع الاتهام للإعلام والمحللين الرياضيين في البرامج الحوارية في بث هذا التعصب، وأكرر لست من تابع حواراتهم، كوني أشجع الفرق جميعها، ولست أيضاً بمدافع عن الإعلام ولكن القلب وما يميل، كلنا لدينا جانب نميل إليه أكثر والقلب وما يهوى ونعبر لهذا الحب بجميل إحساسنا. ومن ينافس هذا الحب، نحاول إبعاده عنا، ولكن الأجمل والأروع أن نسخر هذه المشاعر بعقل وحكمة أكثر وأن الوطنية وحب الوطن للجميع، ولا نفرق بين وبين.