تستأنف المنتخبات العشرة الخميس تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة لمونديال كأس العالم 2022 بعد تأجيل الجولتين السابقتين في مارس الفائت بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا، حيث ستشهد المنافسات قمة بين الأرجنتين وضيفتها تشيلي. وكان من المقرر أن تقام الجولتان الخامسة والسادسة من التصفيات في مارس الفائت، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أرجأهما بسبب قيود السفر التي أعاقت تنقل اللاعبين المحترفين في أوروبا، إذ هدّد عدد من المدربين في الأندية الأوروبية حينها بعدم السماح للاعبيهم بالانضمام إلى منتخبات بلادهم إذا كانوا من أولئك المطالبين بالحجر الصحي بعد العودة. وتسبّب هذا التأجيل في توتر العلاقة بين اتحاد اميركا الجنوبية للعبة (كونميبول) مع فيفا وخلق مشكلة للمنطقة في إكمال برنامجها قبل كأس العالم المقررة في قطر العام المقبل، لاسيما أن الاتحاد القاري اضطر أصلاً إلى إعادة برمجة الجولات الأربع الأولى بعد تأجيلها نتيجة تداعيات فيروس كورونا. لكن مع نهاية الموسم الكروي في أوروبا والتحاق اللاعبين بمنتخباتهم من أجل الاستحقاقات الدولية، أبرزها كأس أوروبا التي تنطلق في 11 يونيو الجاري، يخوض لاعبو أميركا الجنوبية التصفيات المؤهلة لمونديال قطر قبل أن يتوجهوا إلى البرازيل لخوض غمار كوبا أميركا في 13 الشهر الحالي، بعدما أكدت حكومتها الثلاثاء إقامة البطولة على أراضيها بعد نقلها من الأرجنتين وكولومبيا اللتين سحبتا استضافتهما بسبب تداعيات الجائحة. وتبرز في الجولة السابعة (ستتم إعادة برمجة الجولتين الخامسة والسادسة) مواجهة الأرجنتين وضيفتها تشيلي في سانتياغو دل إيسترو، علما أن منتخب التانغو خسر المباراتين النهائيتين لكوبا أميركا 2015 و2016 أمام تشيلي بالذات بركلات الترجيح. وتحتل الارجنتين مع نجمها ليونيل ميسي المركز الثاني (10 نقاط) في التصفيات خلف البرازيل، مع ثلاثة انتصارات وتعادل من الجولات الأربع الأولى، فيما لا يقدّم "لا روخا" مستويات جيدة مع خسارتين، فوز وتعادل في المركز السادس مع أربع نقاط. ومنيت الأرجنتين بخسارة واحدة ضد تشيلي في آخر 34 مباراة رسمية جمعتهما كانت في تشيلي في أكتوبر 2008 (الخسارة بركلات الترجيح لا تعتبر هزيمة في الإحصاءات الرسمية). كما يملك منتخب التانغو سجلا مذهلا امام تشيلي، حيث لم يخسر أي مباراة على أرضه ضدها في 34 مباراة. ومنذ خسارتها في نصف نهائي كوبا أميركا 2019 أمام البرازيل، لم تتجرع الأرجنتين بطلة العالم مرتين أي هزيمة في آخر 11 مباراة (7 انتصارات واربعة تعادلات). وستفتقد تشيلي لنجمها ارتورو فيدال المتواجد في المستشفى لإصابته بفيروس كورونا في مسعاها لتحقيق فوزها الاول على الإطلاق في الأرجنتين، إذ يتصدر ترتيب التصفيات مع أربعة اهداف إلى جانب لويس سواريس نجم الأوروغواي وأنخل روميرو لاعب الباراغواي. كما تبرز الخميس مواجهة الباراغواي الرابعة ومضيفتها الأوروغواي الخامسة (كلاهما ست نقاط) على ملعب سنتيناريو العريق في العاصمة مونتيفيديو. ورغم أنها لم تخسر أيا من مبارياتها الأربع في التصفيات، إلا أن الباراغواي تعادلت ثلاث مرات مقابل فوز واحد، فيما منيت الأوروغواي بطلة العالم مرتين بخسارتين مقابل فوزين. وستفتقد "لا سيليستي" للماتادور ادينسون كافاني إلى جانب سواريس في خط الهجوم، بعد طرده في الخسارة على أرضه (2-صفر) ضد البرازيل في الجولة الرابعة. ولم تخسر الأوروغواي في آخر سبع مواجهات جمعتها مع الباراغواي، إلا أن الأخيرة لم تتعرّض لأي هزيمة في آخر سبع مباريات رسمية في أفضل سلسلة لها منذ يوليو 2011، وهي المنتخب الوحيد إلى جانب الأرجنتينوالبرازيل الذي لم يعرف طعم الهزيمة في التصفيات حتى الآن. وتسعى البرازيل بطلة العالم خمس مرات للمحافظة على العلامة الكاملة والخروج بالفوز الخامس من خمس مباريات عندما تستضيف الجمعة الأكوادور الثالثة (9 نقاط) على ملعب "بيرا ريو" في بورتو اليغري. وخسر منتخب السيليساو مبارتين فقط في تاريخ مواجهاته مع الأكوادور، كلتاهما خارج الديار، مقابل 26 انتصارا وأربعة تعادلات. ولم تخسر البرازيل أي مباراة في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في آخر 21 مواجهة (16 انتصارا وخمسة تعادلات) وهو ثاني أفضل سجل له في التصفيات (31 مباراة سابقًا). إلا أن المباراة لن تكون سهلة أمام افضل هجوم في التصفيات، حيث سجلت الأكوادور 13 هدفًا متفوقة بهدف واحد عن البرازيل. وتبرز مواجهة نيمار نجم باريس جرمان الفرنسي وأنخل مينا، وهما اللاعبان الاكثر مشاركة في الأهداف في التصفيات (5) مع ثلاثة أهداف وتمريرتين حاسمتين للبرازيلي وهدفين وثلاث تمريرات حاسمة للأكوادوري. كما تلتقي الخميس بوليفيا المتذيلة مع ضيفتها فنزويلا الثامنة وكولومبيا السابعة مع مضيفتها البيرو التاسعة. وتتأهل أول أربعة منتخبات مباشرة إلى النهائيات في قطر على أن يخوض صاحب المركز الخامس ملحقا فاصلا.