أعاد رجال فريق الطائي "فارس الشمال" كتابة التاريخ من جديد والعودة إلى الأضواء بعد غياب استمر أكثر من 13 عاماً، بعد فوزهم في المباراة الفاصلة والأخيرة على فريق عرعر بنتيجة 2-صفر. وبهذه النتيجة أكتمل الثلاثي الصاعد إلى دوري الكبار ممثلا في الحزم والفيحاء والطائي، وبغض النظر عن نتيجة مباراة الجبلين أمام الساحل والتي ظفر بها فريق الجبلين فإن فريق الطائي لم يكن يحتاج في لقائه أمام عرعر سوى الفوز وهو ماتحقق وعودته الى دوري الكبار. وإذا كان "فارس الشمال" نجح في العودة بعد غياب عن دوري الكبار منذ عام 2008 وهو العام الذي هبط فيه إلى دوري الدرجة الأولى فإن هناك عوامل أخرى كانت وراء صعود الفريق هذا الموسم تكاتفت كلها وتوجت بالنجاح والتوفيق والعودة لمقارعة الكبار مرة أخرى، أليس الطائي هو من كان يقال عنه "صائد الكبار"؟. فرحة حائل كانت فرحة أبناء حائل من أقصاها إلى أقصاها فرحة عارمة ليس في محيط "المستطيل الأخضر" وكان الجميع سعيداً بفوز الطائي وصعوده إلى دوري المحترفين، فالمدينة الحالمة تعشق أبناء فريقها ولم تكن وقفتها معهم في المباراة النهائية وحسب بل في مواقف كانت كفيلة أن تحفز الفريق كله، بل ومجلس الإدارة بكامل أعضائه أن يشحذوا الهمم ويحولوا كل شيء صعب إلى سهل وميسر. ولا ينسى فريق الكرة وقفة جماهير أبناء حائل مع النادي عندما تعرض لنكسات متتالية في بداية الدوري حتى إنهم في الجولات الخمس الأولى كان رصيدهم النقطي صفرا فقامت الجماهير بدعم الفريق وبمساندة من أعضاء الشرف ورئيسه سعود الصقيه وتم التعاقد مع الجهاز الفني التونسي بقيادة محمد الكواكي. أيضاً كانت الوقفة الإيجابية عندما قامت الجماهير وأعضاء الشرف بتسديد مستحقات لنادي اللواء حتى لا يخصم من النادي ثلاث نقاط حتى إنهم جمعوا المبلغ وتم تسديده قبل 24 ساعة من المهلة التي حددتها لجنة الانضباط، بل تجاوزت ذلك إلى تأمين مكافآت فوز الفريق في مباراتي الشعلة والبكيرية، وأيضاً مكافآت لاعبي الفريق بعد فوزهم العريض على النجوم 4 -1. ومن المواقف الإيجابية مساهمة الجماهير مع أعضاء الشرف في التعاقد مع اللاعب الأجنبي سيث سكالا، أما أكثر المواقف الإيجابية التي لاينساها لاعبو الطائي وإدارة النادي موقف الجماهير عندما جمعت 400 ألف ريال بعدما هددت لجنة المنازعات بهبوط الفريق إن لم يسدد مستحقات نادي القلعة وهنا ظهر عشق أبناء الطائي لناديهم وجمعوا المبلغ وسلموه لإدارة النادي. الضبعان يعترف لم يكن غريباً على رئيس نادي الطائي عقب التأهل لدوري المحترفين وفوز فريقه على عرعر بهدفين للاشيء أن يعترف بالجميل، ويؤكد أن أبناء حائل لهم وقفاتهم مع النادي وفي أشد الظروف كان السند القوي وقوة الدفع للاعبين لتحقيق المستحيل، وقال: "شخصيا كنت واثقا دائماً وأبداً من عودة الطائي إلى دوري المحترفين، والحمد لله أولاً وأخيراً على ذلك". وأضاف "ولا أنسى أعضاء الشرف الذين ذللوا لنا كثيرا من الصعاب، ونحن هنا تعاملنا مع بعضنا البعض كأسرة واحدة وليس رئيس ومرؤوس بل كلنا أسرة واحدة والحمد لله تكلل عملنا بتوفيق من الله". * الكواكي وصعوبة المهمة ويقول مدرب الفريق محمد الكواكي: "استلمت الفريق من دون نقاط وكانت المهمة غاية في الصعوبة، ولكن تكاتف اللاعبين وحرصهم على تحقيق الفوز سهل لنا كثيرا من الأمور، ومع بداية تحقيق النتائج الإيجابية، ومن مباراة لأخرى استطعنا نشعر بالخوف أكثر وأكثر مما ضاعف مجهودنا وإصرارنا على التأهل، كما لا أنسى الدور الكبير الذي قامت به إدارة النادي وأعضاء الشرف بتذليل كل الصعاب ليتحقق في النهاية حلم الجميع بتأهل مستحق يناله نادي الطائي".