عززت أسعار النفط مكاسبها صباح أمس، وسط التوقعات الإيجابية بشأن مستويات الطلب العالمي على الخام، وترقب نتائج اجتماع "أوبك+". وارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أغسطس بنحو 2.3 % إلى 71 دولار للبرميل، كما صعدت عقود خام "نايمكس" الأمريكي تسليم يوليو 3 % مسجلة 68.30 دولارا للبرميل. وقال المحللون لدى شركة الخدمات المالية "أي إن جي"، إنه رغم المخاوف المتعلقة بتشديد القيود المرتبطة بجائحة "كورونا" في بعض المناطق في آسيا، فإن السوق يبدو أنه أكثر تركيزًا على المستويات الإيجابية للطلب على الخام في الولاياتالمتحدة وبعض المناطق في أوروبا، بحسب وكالة "رويترز". وأفادت تقارير صحفية، أن اللجنة الفنية المشتركة التابعة ل"أوبك+" أبقت على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2021 دون تغيير عند ستة ملايين برميل يوميًا. وكانت أسعار النفط العالمية قد واصلت ارتفاعها خلال شهر مايو للشهر الثاني على التوالي، في ظل توقعات تجمع "أوبك بلس" للدول المصدرة للبترول بتراجع مخزون النفط الخام بشدة خلال العام الحالي إذا التزمت دول المجموعة بخطتها الإنتاجية. ووصلت نسبة الزيادة في الأسعار خلال شهر مايو الماضي إلى أكثر من 5% في الوقت الذي ذكر فيه تجمع أوبك بلس الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بقيادة السعودية والدول الحليفة من خارج المنظمة وعلى رأسها روسيا، تلاشي الفائض في المعروض من الخام في الأسواق العالمية بنهاية الشهر يونيو الحالي. كما يتوقع التجمع تراجع المخزون العالمي للنفط بمقدار مليوني برميل يوميا على الأقل اعتبارا من سبتمبر وحتى ديسمبر المقبلين. وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء إلى أن أسعار النفط العالمية ارتفعت منذ بداية العام الحالي بأكثر من 35% مع قيام دول أوبك بلس بقيادة المملكة وروسيا بتقليص حذر للتخفيضات الانتاجية التي سبق إقرارها خلال العام الماضي في ظل انهيار الطلب العالمي على الطاقة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. ومن المتوقع أن يقرر وزراء نفط تجمع أوبك بلس الذي يضم 23 دولة زيادة الإنتاج لشهر يوليو وفق الجدول المقرر وإعادة ضخ مليوني برميل يوميا كان قد تم تقليصها من الإنتاج في أبريل الماضي. من جهته قال وزير النفط وزير التعليم العالي الدكتور محمد الفارس إن الأسواق النفطية ستكون قادرة على استيعاب الزيادات التدريجية في الإنتاج من دول تحالف (أوبك+) والتي بدأت منذ بداية مايو الماضي. جاء ذلك في بيان صحفي لوزارة النفط بمناسبة ترؤس الوزير الفارس وفد دولة الكويت المشارك في الاجتماع ال30 للجنة الوزارية المشتركة لمراقبة الانتاج (JMMC) والاجتماع الوزاري ال17 لمنظمة الدول المصدرة للنفط والدول المنتجة من خارجها (أوبك +) المقرر عقدهما أمس عبر تقنية الاتصال المرئي. وأضاف الوزير الفارس أن هناك مؤشرات لعودة الحياة لطبيعتها في العديد من دول العالم مع تسارع برامج التطعيم ضد فيروس كورونا عالميا متوقعا زيادة الطلب على النفط بحلول النصف الثاني من عام 2021 مع تحسن أساسيات السوق. وأوضح أن المساهمات الإيجابية والفاعلة للدول المشاركة في اتفاق خفض إنتاج النفط ساهم بشكل كبير في دعم إعادة التوازن في سوق النفط العالمي بما يتماشى مع الأوضاع العالمية السائدة الناجمة عن تداعيات جائحة كورونا. وأفاد بأن تعديلات الإنتاج من الدول المنتجة التي بدأت اعتبارا من شهر مايو الماضي تدل على التوافق بين الدول المشاركة بتحالف (أوبك +) مبينا أن "الالتزام الإضافي من المملكة خلال أشهر فبراير ومارس وأبريل كان مفيدا جدا في تحقيق استقرار الأسواق بفضل حكمة المملكة وقيادتها لهذا الخفض التاريخي".