الحسد صفة ذميمة ويعني الضغن والانطواء على البغضاء، والحاسد يتمنى زوال النِّعمة عن الغير وينتظر الفرصة المناسبة ليستطيع الانتقام من الشخص الذي يحقد عليه، وفي مقابلة تلفزيونية مع وزير الخارجية اللبناني شربل وهبة الذي أدلى بتصريحات وعبارات مسيئة للمملكة ودول الخليج العربية وهي عارية من الصحة جملة وتفصيلاً ولا تمت للحقيقة بصلة بأن "أهل البدو" (هم الذين جابوا داعش)، وقد أثارت هذه التصريحات المشينة والمستغربة تفاعلاً وجدلاً كبيراً لدى المشاهدين والمسؤولين كونها تخرج من وزير خارجية، فهل هذا الوزير يجهل أو يتجاهل؟ ألم يقرأ ويشاهد الوسائل الاعلامية والنشرات الإخبارية والفضائيات وهي مشاهدة وفي متناول الجميع أن داعش والقاعدة صناعة ايرانية وأن الذي أوصل بلاده لبنان الى هذا الانحدار هي إيران راعية الإرهاب الأولى في العالم، ويتجرأ بهذه التصريحات العنجهية والاتهامات الباطلة وتلفظه باستهزاء "أهل البدو" وهذا الوزير كغيره من المرتزقة الحاقدين وازدرائهم لتاريخ الجزيرة العربية ووصف أبناء الخليج العربي بالجهل والتخلف ونسمع بين الفينة والأخرى عبر وسائل الإعلام المختلفة عبارات تتكرر بقولهم "بدو، رعاة الإبل، جهلة غير متعلمين، يملكون النفط والمال، ليس لديهم تاريخ.."، ويتوقعون أنهم بهذا النّعت يقلّلون من شأننا بل هي رفعة لنا جميعاً وبكل فخر واعتزاز، وأصبحت كلمة "البدو" عقدة تلازمهم ألا يعلم هؤلاء أن البدو هم أصحاب الحضارة العربية وأنهم أهل الدهاء والفطنة وأصحاب المعرفة والحكمة، ألا يعلم هؤلاء أن البدو هم منبع العرب وأصل العروبة وأهل الشجاعة والمروءة والكرم وأنهم الأشهر بين دول العالم في العلم والاقتصاد والثقافة والتقنية والاختراع والسياحة. يقول أحد الحكماء: (ثلاثة لا يهنأ لصاحبها عيش: الحقد والحسد وسوء الخلق). قصيدة في مدح البادية للأمير عبد القادر الجزائري -رحمه الله- (1300-1223) لا تذممنّ بيوتًا خفّ محملها وتمدحنّ بيوت الطين والحجر لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر وإن أساء علينا الجار عشرته نبين عنه بلا ضرٍّ ولا ضرَر سفائن البرّ بل أنجى لراكبها سفائن البحر كم فيها من الخطر شرابها من حليبٍ ما يخالطه ماء وليس حليب النوق كالبقر ما في البداوة من عيب تذمّ به إلّا المروءة والإحسان بالبدرِ