يتحدث الناس كثيراً عن مصطلح تحسين الأعمال في الآونة الأخيرة. ولتحقيق هذا التحسين المنشود، على الشركات الاهتمام بثلاثة مجالات وهي القوى العاملة، وإدارة الأصول وادارة البيانات، سواء بهدف توفير التكاليف أو تعزيز الكفاءة. الاستثمار في الموظفين قد تكون ميزانيات التدريب والتطوير واحدة من أول النقاط التي يتم الاستغناء عنها عند الحاجة لتوفير التكاليف، ومع ذلك، يجب أن يبقى الاستثمار في الموظفين أولوية قصوى. ويعتبر حرص الشركة على امتلاك توفير خطط التطوير وأنشطة التدريب لموظفيها، عاملاً مهماً في تعزيز التزامهم، وتحسين قدراتهم، وضمان تحديث هذه القدرات ومواكبتها للمتطلبات الراهنة. وعلى سبيل المثال، تقوم سيركو في أحد مشاريعها بتدريب جميع موظفي إدارة الأصول على خدمة العملاء. فبالرغم من الطبيعة الفنية لمهماتهم، سيعمل هؤلاء الموظفون في بيئة تفاعلية مباشرة، مما يعزز أهمية التركيز على تجربة العملاء الذين سيتعاملون معهم. الشخص المناسب في المكان والوقت المناسبين يمكن أن تمتلك الشركات العدد المناسب من الأشخاص الموكلين بمهمات تلائم كفاءاتهم، وفي الوقت المناسب، مع تحقيق الموازنة العادلة بين رفاهيتهم بعدد معقول من أيام العطلة، واحتساب نسبة المخاطرة للغياب غير المخطط له مثل المرض. وعلى سبيل المثال، تدير سيركو عقداً لتوفير خدمات الإطفاء والإنقاذ في أحد المطارات الدولية الرئيسية ذات المدارج المزدوجة في المملكة. وبفضل فريق يضم أكثر من 100 موظف متخصص في العمليات التشغيلية والدعم، وأربع محطات إطفاء للحريق و20 سيارة متخصصة وطبيعة الطوارئ في العقد، تعتبر إدارة القوى العاملة عاملاً أساسياً لتوظيف الكوادر المناسبة، في المكان والتوقيت المناسبين. مثال آخر يوضح أهمية وجود الشخص المناسب في المكان المناسب هو خطة «العلا» الرئيسية «رحلة عبر الزمن» والتي أطلقها مؤخرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فمن المقرر أن يخلق المشروع الفريد أكثر من 38000 فرصة عمل جديدة وسط زيادة عدد السكان إلى 130.000 ، مما يعني أن إدارة القوى العاملة بالطريقة الصحيحة مهمة أكثر من أي وقت مضى من أجل زيادة الإنتاجية إلى الحد الأقصى مما سيساعد في تحقيق مساهمة المشروع والبالغة 32 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة. استخلاص أقصى قيمة ممكنة من البيانات تعتبر إدارة البيانات من المجالات الرئيسية التي ينبغي النظر إليها عند تحسين الشركة. ونمتلك مجموعة واسعة من البيانات المتاحة. وفي حال لم تكن تلك البيانات في متناول اليد، فيكون من السهل البدء في تتبّع هذه البيانات وجمعها، سواء عبر الأجهزة المزوّدة بتقنيات إنترنت الأشياء، أو جمعها عبر تطبيقات الهواتف الذكية، وتخزينها على منظومة حوسبة رقمية. وبفضل الشراكة التي تجمع سيركو مع شركة جي 42 للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، نزوّد العملاء برؤى قائمة على البيانات لاتخاذ قرارات أفضل، وتحقيق التناغم بين الكفاءات، وتعزيز الابتكار وزيادة القيمة. وفي المرحلة الأولى، يمكن استخدام البيانات لتحديد توجه الشركة بإجراء تحليل مفصّل للأسباب الجذرية الكامنة وراء أي مشكلة متكررة وفي مختلف مستويات الأعمال التشغيلية للشركة كالتخلص من أوجه القصور، والاعتماد على البيانات التي يمكن جمعها في تحديد وتصميم الحلول المناسبة لأوجه القصور هذه. واعتماداً على إدارة الأصول الرقمية، ستمتلك الشركات قدراً أكبر من الشفافية والدقة في عملية اتخاذ القرارات المعنية بالنفقات الرأسمالية والتشغيلية المستقبلية، وبطريقة تعكس الحالة الحقيقية للشركة ومنشآتها، وتقلص التكاليف المحتملة وغير المتوقعة التي تتكبدها جراء فشل الأصول، أو حالات الاستبدال غير الضرورية. وتشهد المملكة العربية السعودية حالياً برنامج تحوّل واسع النطاق لإدارة الأصول والمرافق. ويعتبر وجود معايير لهذه الإدارة شرطاً أساسياً لتحقيق التناغم في المملكة. وبالشراكة مع برنامج مشروعات، طوّرت سيركو معياراً وطنياً جديداً لإدارة الأصول والمرافق، وأصدرت الدليل الوطني لإدارة الأصول والمرافق، والسجل الوطني للأصول، والمعايير الموحدة لنظام متعدد القطاعات في إدارة الصيانة المحوسبة ، مع خطة تنفيذ لعملية الإطلاق والنشرً. * المدير الإقليمي - سيركو المملكة العربية السعودية