لست من مؤيدي الاستثمار في عملة البيتكوين لما ينطوي عليه من مخاطر عالية جداً، وهذا وحده مبرر كافٍ لعدم الانجراف وراء مغريات المكاسب التي حققتها العملات المشفرة خلال الفترة الماضية، المؤسف أن أعداداً ليست بالقليلة من السعوديين استثمروا فيها وربما لحقت بهم خسائر كبيرة خلال الأيام الماضية، لا أريد أن أدخل في التفاصيل الدقيقة للعملات المشفرة، ولكن وجهة نظري أن العملات المشفرة ليس لها مرجعية تضبط حركة الأموال وعمليات رقابية تقوض الممارسات التي تنطوي على الاحتيال وغسل الأموال وتمويل الإرهاب، وهذا قد يكون مبررا لتدخل الحكومات ومواجهتها ومنع التعامل بها، وهذا ما حدث فعلياً من بعض الدول التي اتخذت إجراءات لمنعها حيث حظر البنك المركزي التركي استخدام العملات والأصول المشفرة في شراء السلع والخدمات، مشيرا إلى أضرار محتملة غير قابلة للإصلاح ومخاطر كبيرة في تلك التعاملات، أما بنك الشعب الصيني فقد أعلن أن العملات المشفرة لن تستخدم كوسيلة للدفع، لأنها ليست عملات حقيقية، مؤكداً أنه يجب على المؤسسات المالية وشركات المدفوعات عدم تسعير منتجاتها بالعملات المشفرة، أما الفيدرالي الأميركي ربما لن يتخذ أي قرار لمنعها طالما أنها تُسعر بالدولار ولكن إن استشعر خطر هذه العملات على الدولار سوف يواجهها بقوة عندها ستكون الضربة القاضية التي قد تنهي وجودها للأبد، إيلون ماسك أحد الرموز المؤثرة على عملة البيتكوين منذ استثمار شركة تسلا فيها جاء بتصريحات متقلبة ومتغيرة ترفعها تارة ثم تهوي بها تارة أخرى مع أنه يؤكد أن شركته لا تزال تحتفظ باستثمارها في البيتكوين بمبلغ 1.5 مليار دولار ولكن تصريحاته تركت انطباعاً مثيراً للشكوك بأنه استخدم نفوذه وقوته المالية للتلاعب بسعر البيتكوين من أجل تعظيم ثروته، ولهذا تجري الآن تحركات من مستثمرين لمنع تأثير ماسك على البيتكوين بعد تكبدهم خسائر كبيرة وأصبحت الضبابية سائدة على تحركات أسعار البيتكوين، وهذه التقلبات الحادة التي شهدتها العملات المشفرة منذ استثمار ماسك في البيتكوين قد يتسبب في تراجع شهية أخذ المخاطرة وعزوف المستثمرين عنها.