شهد الإنتاج المسرحي المقدم من خلال فروع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون انخفاضاً ملحوظاً في أعداد العروض المسرحية خلال عام 2020م، حيث بلغ عدد العروض المسرحية في كافة الفروع 53 عرضاً مسرحياً فقط، مقابل 125 عرضاً مسرحياً في العام السابق، وقد أدى الانخفاض في عدد العروض بدوره إلى انخفاض في عدد الحضور الذي بلغ 9637 شخصاً تقريباً مقابل 37398 شخصاً في عام 2019م، ويعتبر هذا الانخفاض متوقعاً نظراً لظروف جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المصاحبة لها، من منع التجمعات وإلغاء الأنشطة العامة خلال فترات الحظر التي شملت جميع الأنشطة، وهو ما دفع العديد من الفرق المسرحية الخاصة المستقلة أو التابعة لجمعية الثقافة والفنون إلى إقامة اللقاءات الافتراضية أو عقد ورش العمل وبرامج التدريب عن بُعد. وعلى الصعيد التنظيمي، حظي القطاع المسرحي لعام 2020م بالعديد من المبادرات والتنظيمات، من أهمها تأسيس المسرح الوطني في مطلع العام، ثم تأسيس هيئة المسرح والفنون الأدائية. وكان العام 2019م قد شهد وفرة في الإنتاج المسرحي صاحبها إقبال جماهيري عالٍ على العروض المسرحية بمختلف أنواعها خصوصاً عروض المسرح التجاري، واستمر زخم الإنتاج في مطلع عام 2020م، إلا أنه سرعان ما تراجع في بقية أشهر العام، كما يظهر في انخفاض أعداد العروض المسرحية والفنون الأدائية؛ بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، وفي مواجهة تلك التحديات، توجه بعض المسرحيين إلى الخيارات الإلكترونية؛ لعقد لقاءات افتراضية وورش عمل عن بُعد، وكذلك تنظيم دورات للكتابة المسرحية والإنتاج المسرحي، وقد أثارت التحولات الرقمية التي فرضتها الجائحة الجدل حيال المسرح الرقمي ومستقبل صناعة المسرح في ظل تطور التقنيات الرقمية، واعتماد استراتجيات رقمية من قبل العديد من المسارح حول العالم، وبرز خلال عام 2020م عدد من التجارب المسرحية التي ركزت على نقل العروض المسرحية بشكل حي ومتزامن مع عرضها على خشبات المسرح، وهي تجارب تُرجَّح إمكانية استمرارها حتى بعد انتهاء الجائحة. يشار إلى أن المملكة تتوافر على 38 فرقة مسرحية موزعة بين مختلف مناطقها، وينتمي معظمها إلى الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون التي تعد الحاضنة الأقدم للمسرح والمسرحيين، وتتميز الممارسات المسرحية لهذه الفرق بتنوع الأنشطة ما بين العروض المسرحية التي تستهدف الجمهور العام، والعروض النخبوية أو التجريبية التي تحظى باهتمام فئات محددة من الجمهور، وتشارك المملكة من خلال بعض الفرق في المهرجانات والفعاليات المسرحية المحلية والدولية، كما يوفر نشاطها فرصة للعديد من الهواة -الذين يشكلون القطاع الأكبر من المسرحيين اليوم- لتطوير مواهبهم وخبراتهم.