شارك عدد من رؤساء هيئات ثقافية في ندوة افتراضية نظمتها وزارة الثقافة بعنوان: «تقرير الحالة الثقافية في المملكة العربية السعودية 2019م: ملامح وإحصائيات» تناولوا خلالها التقرير وأهدافه وتأثيراته المعرفية على الوسط الثقافي المحلي. وكانت وزارة الثقافة قد نشرت التقرير بنسخته الكاملة عبر موقعها ومنصاتها الرقمية، متضمنًا معلومات وإحصائيات عن واقع النشاط الثقافي السعودي في المملكة حتى نهاية العام الماضي. وقد شارك في الندوة الافتراضية التي ُبثت عبر القناة الرسمية لوزارة الثقافة على «يوتيوب»، أربعة رؤساء تنفيذيين للهيئات الثقافية، وهم: الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية الأستاذ سلطان بن عبدالرحمن البازعي، والرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سمية السليمان، والرئيس التنفيذي لهيئة التراث الدكتور جاسر الحربش، والرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المهندس عبدالله آل عياف القحطاني، وأدار الحوار المذيع خالد العقيلي، حيث تم استعراض أبرز المؤشرات والأرقام التي جاءت في التقرير، والواقع الثقافي للقطاع الفرعي حسب تخصّص كل متحدث، وأهمية التقرير بوصفه نقطة انطلاق لتطوير القطاع الثقافي بمختلف اتجاهاته ومساراته. وأكد المشاركون أن جائحة كورونا لم تؤثر على سير عمل الهيئات الثقافية، بل زادت من وتيرة النشاط لوضع الخطط والإستراتيجيات وتنفيذ المبادرات، وقالوا خلال الندوة إن الهيئات تسعى لتنفيذ خطط تطوير القطاع الثقافي السعودي بمنهجية صحيحة. البازعي: أعمال مسرحية عن شخصيات سعودية مؤثرة في تاريخ الدولة أوضح الأستاذ سلطان البازعي أن انطلاقة عمل هيئة المسرح والفنون الأدائية تأتي من خلال تجربة عريقة لمسرحيي المملكة الذين قدّموا عروضًا كبيرة في الفترات الماضية رغم افتقادهم للبيئة الاحترافية، مشيرًا إلى ما ذكره التقرير بأن للمسرح السعودي تاريخًا عريقًا بدأ منذ ثلاثينيات القرن الماضي، معتبرًا أن تجربة الثلاثين عامًا الأخيرة افتقدت للعلاقة الوثيقة مع الجمهور. وقال: «نعمل على إعادة توثيق العلاقة بين المسرحيين والجمهور من خلال تهيئة المناخ المناسب والبيئة التنظيمية وزيادة القدرات البشرية المتمكنة، خاصة أن هذا القطاع يعد من القطاعات الموظفة للكثير من المهن والتخصّصات»، مضيفًا أنه تم وضع خطط تبدأ من التعليم كبناء أساسي، إضافة للتدريب الاحترافي، والابتعاث، ليعقبه الانتقال من التجربة السابقة التي اعتمدت على الاجتهادات الفردية سواءً من الأشخاص أو المؤسسات كجمعيات الثقافة والفنون، أو بعض الفرق الخاصة التي كانت تصارع من أجل تقديم عرض واحد إلى تجربة جديدة واعدة. وأشار إلى أن العمل في كل هيئات وزارة الثقافة، بما فيها هيئة المسرح والفنون الأدائية، تعتمد على إستراتيجيات واضحة الأهداف والمعايير من خلال «سلسلة القيمة» التي تبدأ من التأليف وتنتهي بالتلقي، عبر عدة نقاط تهتم بتنمية القدرات وتهيئة الأماكن وتحسين تجربة الجمهور الذي سيستهلك هذا المنتج الثقافي. وكشف البازعي أن هناك أعمالًا مسرحية ُتكتب حاليًا عن شخصيات سعودية مؤثرة في تاريخ الدولة، إضافة لإعداد مسرحيات أوبرالية وعروض غنائية عالية المستوى، لتكون جاهزة للسفر خارج المملكة. السليمان: إطار إبداعي يجمع كل التخصّصات الدكتورة سمية السليمان، أشارت خلال حديثها إلى أن التركيز على الكلمات الثلاث التي تتكون منها الهيئة التي ترأسها «فنون» و»عمارة» و»تصميم»، من شأنها وضع الإطار الإبداعي الذي يجمع كل التخصّصات التي تسهم بشكل رئيسي في تحقيق رؤية المملكة، لما لها من علاقة مهمة في الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، مؤكدة أن العمارة منتج ثقافي صنعه الإنسان لتلبية احتياجاته، وهو ما يشكّل الهوية الثقافية للمدن والبلدان، مبيّنة أن التقرير ذكر أن عدد المهندسين المعماريين بالمملكة لا يتجاوز 2700 مهندس، وهذا لا يعكس العدد الحقيقي لخريجي الهندسة المعمارية، نظرًا لتسرّب عدد كبير منهم للعمل في مجالات مختلفة عن تخصّصهم. الحربش: آثارنا كنز كبير ستسهم مستقبلًا بزيادة عدد السائحين والزوار الدكتور جاسر الحربش، ألقى الضوء على المنهجية الحكومية التي تأسست عليها وزارة الثقافة، التي قد تكون نمو ذجًا لتأسيس منظمات ومؤسسات حكومية جديدة. وقال: «إن تقرير الحالة الثقافية لعام 2019 قدّم مؤشراتٍ وإيجازًا مفيدًا سهّل القراءة لجميع شرائح المجتمع، كما أوضح الخط الزمني لقطاع التراث الذي تأسس عام 1964م من خلال دائرة الآثار، وهو ما يوضح العمق التنظيمي الإداري لهذا القطاع الذي نما إلى أن وصل لهذا المستوى بوجود هيئة مستقلة تشرف على التراث بمنهجية واضحة»، مؤكداً أن المملكة لديها كنز كبير لمواقع غير مسجلة، ستسهم في المستقبل بزيادة عدد السائحين والزوار، وتحتاج فقط إلى توفير معلومات ثرية عنها. القحطاني: سنقدم قصصنا المحلية سينمائيًا ونصدّرها للخارج المهندس عبدالله القحطاني، تحدث عن أبرز النقاط التي تواجه قطاع الأفلام بحسب التقرير، حيث تتعلق بالبنية التحتية لتنفيذ أفلام سعودية بمعايير عالمية، والاهتمام بالمبدعين، وتوفير الدعم المالي من خلال صناديق لتمويل المشاريع السينمائية، والدعم غير المالي المتعلق بتسهيل وتنسيق عمل صانعي الأفلام مع جميع القطاعات والمؤسسات في الدولة. وأشار إلى ما رصده التقرير من أرقام مميزة للمشاركات السعودية، وأرقام أخرى تحت التوقعات، مُشيدًا بالإنجازات التي قدمها أبناء وبنات الوطن، وحصدوا من خلالها جوائز دولية في وقت لم يكن لديهم دعم أو بيئة مشجعة. وقال: «سنحرص في مستقبلًا على تقديم قصصنا المحلية وتصديرها للخارج، مع التركيز على جذب صنّاع الأفلام العالميين لتصوير أعمالهم في المملكة، وهو ما سيتيح للشباب السعودي فرصة الاحتكاك بهم والاستفادة من خبراتهم»، موضحًا أن جائحة كورونا أسهمت في رفع حجم المشاهدة السينمائية المنزلية، وهو ما يثبت أهمية الأفلام في جانب المتعة والتسلية، وهذا يشجع على تقديم أفلام ذات جودة عالية في المستقبل لتكون خياراً ممتعاً للأسرة وتعكس ثقافتنا المحلية.