يبدو أن هبوط العين إلى دوري الدرجة الأولى بات "مسألة وقت" لا أكثر، عطفاً على سلم ترتيب الدوري، والنقاط القليلة التي جمعها الفريق القادم من منطقة الباحة، وحجم الخسائر التي تعرض لها وأوصلته إلى ماهو عليه اليوم، ولم تكن أول تجربة للعيناويين في الدوري الممتاز مقنعة لهم قبل غيرهم، لأن وجودهم مع الكبار في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لم يطل، وملامح الهبوط والرحيل رسمتها النتائج في وقت باكر من عمر الدوري، حتى وصل به الحال إلى أن يصبح طرفا ثابتا في ترشيحات الفرق الهابطة. ولعل من سوء حظ العيناويين أنهم صعدوا للعب مع الكبار في هذا الموسم المختلف عن كل المواسم السابقة، وهنا أقصد الفترة القصيرة جداً التي كانت بين الموسم الماضي والجاري بسبب تداعيات "كورونا"، وهو ما أثر على كل الفرق من ناحية الإعداد والاستعداد للموسم الذي مازال حتى الآن، ويعد العين من أكثر المتأثرين، كونه يلعب في الممتاز لأول مرة، وليس له تجربة سابقة، وكان بحاجة إلى استقطاب مدرب وسبعة لاعبين أجانب على مستوى عال، الأمر الذي جعله يلعب أولى المباريات بمدرب مؤقت، كما لم يكتمل وصول أجانبه إلا بعد جولات عدة، بالإضافة إلى حاجتهم للانسجام والتأقلم وغير ذلك. ولا يمكن غضّ الطرف عن البنى التحتية للنادي الجنوبي، فمنشآته المتواضعة لا يمكن مقارنتها بالمنافسين، كما أنه استعد وبدأ الدوري دون أن يكون لديه ملعب تدريب، مما أجبرهم على أن يتدربوا في ملعب أرضيته صناعية و"سداسيات"، حتى حلّت وزارة الرياضة هذه المشكلة وسمحت لهم بإجراء التدريبات في ملعب مدينة الملك سعود بالباحة. ورغم كل هذه المشكلات إلا أن العين قدم مستويات رائعة، ولعب كرة قدم جميلة في عدد من اللقاءات، لكن التوفيق لم يحالفه في النتائج، وكان أحياناً يخسر وهو الأفضل فنياً، كما تأثر الفريق بحالة عدم الاستقرار الفني بعد التغييرات التي شهدها الجهاز الفني. هذه الظروف لا تبرئ ساحة إدارة النادي من مسؤولية بعض القرارات الخاطئة التي نتج عدد منها بسبب قلة الخبرة، لكن في المجمل لا يمكن القسوة عليهم، نظراً للظروف الصعبة التي واجهها النادي هذا الموسم، والأهم أن يستفيدوا من أخطائهم وألا يكرروها، وأن يبدؤوا العمل جدياً من أجل العودة للعب مع الكبار في الموسم المقبل، وهذا لن يتحقق إلا بعمل جاد ومضاعف، وهذا يتطلب من دون شك وقفة أبناء ورجالات المنطقة والتفافهم حول النادي الذي يمثلهم.