تستمر تداعيات الغزو الأميركي للعراق حتى وقتنا الحاضر، إذ ساهم بطُرق مباشرة وغير مباشرة في تنامي وانتشار الفصائل الإرهابية والتي كانت تمولها إيران باتفاق دولي، وأُقيمت في العراق أبشع الجرائم في التاريخ المُعاصر، بعد أن سُلِّمت ليد الإيرانيين. وفي ظل هذهِ التداعيات وعدم الاستقرار لسنوات عديدة، تكونت العديد من الميليشيات الممولة لضرب استقرار العراق، وفي مطلع شهر نوفمبر من العام المُنصرم 2020م أُعلِن عن نشاط حركة تُدعى ب"حركة عهد الله" في العراق، وهي حسب "تقارير أجنبية" حركة اجتماعية وثقافية تأسست من قبل هاشم الحيدري، أحد أيديولوجي حزب الله، والذي يتمتع بنفوذ كبير وكذلك شعبية حيثُ شغل الحيدري منصب الأمين العام ل كتائب حزب الله بين عامي 2016-2018م. وهي أيضاً تنظيم اجتماعي يُعنى بالعمليات الاجتماعية والثقافية غير الحركية "حالياً" والعمليات الداخلية المناهضة لتوجّهات سياسية/اجتماعية، والعمليات الداخلية والخارجية المناهضة للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل. وتتشابه أفكار الحركة إلى حد كبير جداً مع الميليشيا الحوثية الإرهابية في اليمن، وتؤمن حركة «عهد الله» بولاية الفقيه وأنّ الإمام الخميني أعاد إحياء الإسلام، وتستهدف بشكل أساسي الأجيال الشابة المُعتدلة، وتعرّضهم للأيديولوجيات المتطرفة وتزوّدهم بخطابات انفعالية. وتعمل هذهِ الحركة الآن على زيارة المعسكرات الثقافية لاستقطاب الشباب، ولديها النية في فتح مؤسسات خيرية كذلك. وحسب تقارير مُخابراتية جاء فيها ما يُبرهن أن كتائب حزب الله تتحكّم في "حركة «عهد الله»" وتديرها وبينهما علاقة وطيدة. وعلى أي حال لا يمكن لطهران أن تُنشئ حركة أو ميليشيا خارج حدودها وخاصةً في البُلدان العربية دون أن يكون هناك تواطُؤ دولي وضوء أخضر مُنِح لها لإنشاء مثل هذه الميليشيات المسلحة الخطرة. وقد تفوق خطورة هذه الميليشيا مستقبلاً عن خطورة الحوثي، بدءًا من العراق حتى دول الخليج العربي والعالم العربي، بيد أن الهدف لإنشاء مثل هذهِ التنظيمات هو لضرب الأمن الوطني لدول الخليج العربي ومن ثم الوطن العربي، وليس أميركا أو إسرائيل. ومثل هذهِ التنظيمات قد انكشف أمرها وباتت واضحة مثلها مثل أي تنظيم أُنشئ بواسطة تضافُر مخابرات دولية: كتنظيم داعش وكذلك جبهة النصرة والحوثيين والقائمة تطول... كذلك وجود مثل هذهِ التنظيمات قد لا يخدُم بالضرورة مصالح الدول العُظمى على أي حال حتى وإن خدمتهم التنظيمات التي سبقتها، وذلك لعدة أسباب لعل أهمها أن طبيعة هذه التنظيمات قد كُشفت وشباب الوطن العربي أصبح أكثر وعياً. كما أن عباءة الدين والحروب المذهبية باتت ذريعة قديمة لتبرير قيام مثل هذه التنظيمات. كل هذا السرد يقودنا إلى تساؤل بغاية الأهمية وهو كيف يمكن لحركة عهد الله أن يكون لها تداعيات دولية خطرة على المجتمع الدولي؟ .