استولت حركة طالبان على منطقة قريبة من العاصمة كابول كانت تسيطر عليها القوات الحكومية الأفغانية، كما قال مسؤولون، قبل ساعات من بدء سريان وقف لإطلاق النار مدته ثلاثة أيام بين الطرفين. وتبعد منطقة نيرخ حوالى 40 كلم من كابول في ولاية ورداك والتي تعد نقطة انطلاق لدخول كابول. وارتفعت وتيرة العنف منذ الأول من مايو عندما بدأت الولاياتالمتحدة رسميا سحب قواتها المتبقية، حتى مع تعثر مفاوضات السلام بين الحكومة الأفغانية وطالبان. وأعلن الناطق باسم وزارة الداخلية طارق عريان «قوات الأمن والدفاع نفذت انسحابا تكتيكيا من مقر الشرطة في منطقة نيرخ» في ولاية ورداك. من جانبه، قال ذبيح الله مجاهد الناطق باسم طالبان إن المسلحين استولوا على المنطقة الثلاثاء، مشيرا إلى سيطرة المتمردين على مقر الشرطة وقاعدة عسكرية. وقالت وزارة الدفاع الأربعاء إنها ستشن هجوما من أجل استعادة السيطرة على المنطقة التي يقطنها أكثر من 60 ألف نسمة. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع فواد أمان إنّ «تعزيزات من القوات الخاصة في طريقها» للمنطقة. ويسيطر مقاتلو طالبان منذ سنوات طويلة على مساحات شاسعة من ولايتي ورداك ولوغار المجاورة التي شكلت نقطة انطلاق استراتيجية للمسلحين الذين يسعون لدخول كابول. ويعبر الطريق السريع الرئيس الذي يربط كابول بولاية قندهار في جنوب البلاد، المعقل السابق لطالبان ومسرح القتال العنيف خلال الاسابيع الأخيرة، من المنطقة. ويطوق مقاتلو طالبان مراكز حضرية أفغانية رئيسية بشكل متزايد، ما أثار تكهنات بأن المسلحين ينتظرون انسحاب الجنود الأميركيين قبل شن هجمات شاملة على مدن البلاد. وقف إطلاق النار ويأتي الاستيلاء على نيرخ بعدما وافقت طالبان والحكومة الأفغانية على التزام وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام لمناسبة عطلة عيد الفطر التي تبدأ اليوم. واعتبر محللون وقف إطلاق النار في الماضي إجراء من قيادة طالبان للبرهنة على إحكام سيطرتها على الفصائل المختلفة التي تشكل الحركة الجهادية المتمردة. وكان من المفترض أن تسحب الولاياتالمتحدة كامل جنودها بحلول الأول من مايو إلا أن واشنطن أرجأت موعد الانسحاب إلى 11 سبتمبر ليتزامن مع الذكرى العشرين لهجمات 2001 ما أثار غضب حركة طالبان. وتضاعف العنف مذاك. وفيما تجنبت طالبان استهداف القوات الأميركية، لم تتوقف الاعتداءات بحق الاهداف الحكومية والمدنية. وفر آلاف السكان من منازلهم مع اشتداد القتال في ولاية هلمند في جنوب البلاد، فيما استدعيت طائرات حربية أميركية لدعم القوات الأفغانية في صد هجوم كبير لطالبان. وفي آخر هجوم كبير في كابول، قُتل أكثر من 50 شخصاً وأصيب أكثر من مئة، غالبيتهم فتيات، السبت في هجوم بعبوات ناسفة استهدف مدرسة للبنات بضاحية العاصمة. والهجوم هو الأكثر دموية في البلاد منذ أكثر من عام، وجاء فيما كان الأهالي يتسوقون استعدادا لعيد الفطر. والثلاثاء، أعلن الجيش الأميركي أنه أنجز 6 إلى 12 % من انسحابه من أفغانستان الذي ينبغي أن ينتهي بحلول 11 سبتمبر المقبل.