هذا سلوك من هانت عليهم كرامتهم، وعلى الملأ قاموا بفضح أنفسهم، وعرض تفاصيل حياتهم الأسرية والمجتمعية، دون مراعاة تلك العواقب التي تؤثر سلباً، على سمعتهم أولاً، وفقد الثقة بهم. وأخص بذكر حالات الطلاق، التي يقوم بها بعض المشاهير، بإعلانها والتفاخر بالحدث الحاصل معهم، بينما كانوا ينشرون سابقاً، عبر مواقعهم وخاصة سناب شات العلاقة الجميلة التي تربطهم بشركاء حياتهم، الأمر الذي جعل الآخرين ينتهكون خصوصيتهم، في حين من المفترض، أن تكون العلاقة بين الزوجين خاصة. إن للحياة الزوجية خصوصية، وانتهاك هذه الخصوصية يعتبر معضلة كبرى، وقد أمرنا الله بالستر، كما أن عاداتنا العربية الأصيلة، تنهى عن فضح تلك الأسرار أمام العامة من الناس ولا فائدة من نشرها. إن عملية البوح بأسرار البيوت، تأتي على قائمة الحدث الأهم، كعلاقات مجتمعية، ما يجعل عدد المتابعين لدى المشهور أو المشهورة تتصدر الترند. هذا يعني قوة التأثير لمواقع التواصل الاجتماعي، الأسرع في إيصال المعلومة أو الخبر، في ظل هذا التنامي السريع، وتطبيقات الهواتف الذكية وتأثيرها على حياتنا. الخطأ هنا يقع على الذين ينشرون خصوصياتهم ويعلنون طلاقهم بكل برود. قال الله تعالى: (هن لباس لكم وأنتم لباس لهن) والستر واجب أخلاقي، كما أن وضع أي طرف من الزوجين، بعد إعلان ذلك الطلاق ومشاكله، يتيح للآخرين مجالاً للسخرية واتهام البعض، كما يرون ظاهر الأمر الذي يزيد من تفاقم المشكلة، والأخير يحمل عواقب وخيمة للطرفين إلا أن الغرابة في الأمر، لبعض المشاهير، الذين يعلنون تفاصيل حياتهم الزوجية وطلاقهم، يحققون رواجاً لمواقعهم، وبالوقت نفسه، يقومون بإعلاناتهم التجارية، التي تحقق لهم مكاسب مادية خيالية وما وراء الشاشات الصغيرة، أطفال، ومراهقون قد يقضون ساعات على هذه المواقع ومتابعة بعض المشاهير الذين أضحكوهم يوماً على سبيل المثال، ووجدوا أنفسهم على بينة بأسرار هؤلاء المشاهير الحياتية، متأثرين بأخبارهم، ونظراً لقلة خبراتهم الحياتية، وعدم تمييزهم الخطأ عن الصواب، يكمن دور الأسرة هنا بتوجيه الأبناء على متابعة كل محتوى مفيد، وليس الركض على متابعة أخبار هؤلاء الذين يثيرون الضجيج، وتعزيز الحوار بينهم، لبناء لبنة أساسها العلم والمعرفة والأخلاق. أخيراً، في عالم افتراضي لا تخسر سمعتك وثقة الناس بك لأجل لايكات. د. محمد حسين القحطاني