حين يتحدث الكبار ويكون من العظماء حينها العالم كله يترقب وينتظر حديثه لأنه قائد استثنايئي فهو عظيم وملهم حمل كل مقومات القيادة الناجحة. وهذا ما لمسناه جميعاً في لقاء سيدي سمو ولي العهد محمد بن سلمان - حفظه الله -، ولا غرابة ان نجد هذه الصفات تجتمع في شخصه الكريم، فوالده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان (سلمان الحزم والعزم) وشبيه جده المؤسس الملك عبد العزيز ال سعود - طيب الله ثراه -، ولذا ندرك ثمرات رؤية المملكة رغم الجائحة وما حققته من منجزات من خلال اللقاء الذي عرضه سمو ولي العهد وبالأرقام، ولعلي اوجز ما لاحظته في لقاء سيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - فيما يلي: اولاً: صفة الاعتدال والوسطية: وهذا مما اختص به امة محمد صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: (وكذلك جعلناكم امة وسطاً) وتتجلى صفة الاعتدال والوسطية عند سموه في قوله "القرأن دستورنا وسيستمر للأبد". والتأكيد على اتخاذه منهجاً كما قال عز وجل: (ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم)، وبقول سموه كذلك: "لا يمكننا ان نتقدم بوجود فكر متطرف". ثانياً: صفة القوة والقدرة: وهذا نجده في قوله تعالى: (ان خير من استأجرت القوي الأمين)، فكما باللقاء ان القوة والقدرة في العمل والحرص على تعيين الوزراء من الأكفاء والأجدر في العمل، وهذا مما يوضح اهتمام القيادة - حفظها الله - بانتقاء من يستحقون تولي مناصب عليا في الدولة، وان يكونوا على قدر عالٍ من القوة والقدرة على إنجاز العمل ومستوى عالٍ من الأمانة، وكذلك تحري من يكون لديه الشغف في العمل لأنه سيكون منفذاً لمهامه، حتى إنه يرى خطواته الصغيرة خطوات الى الأمام لوجود الشغف الذي يدفعه. وهذا الشغف ليس محصوراً فيمن تم اختيارهم بعناية من قبل القيادة الرشيدة فحسب بل نراه ونشهده في رأس الهرم في دولتنا المباركة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - حفظهما الله - من تخطيط استراتيجي محكم قبل البدء بالتنفيذ، وتحديد لرؤية المملكة 2030 والعمل على تنفيذها وفق استراتيجيات ومبادرات بمؤشرات محددة، وهذا نابع من العمل بشغف لمصلحة الوطن والمواطن بالدرجة الأولى. وقاعدة القوة الآن والتركيز على اللحظة الحالية وعدم التفكير بالماضي والمستقبل؛ لأن بتحقق الحاضر يتحقق المستقبل بإذن الله لاحظتها، كذلك في خطابه الكريم تلاحظ مستوى التركيز على ما هو حالي الآن والعمل على تجاوز ازمة كورونا ثم بعدها تقليل الضريبة سيكون بإذن الله. ثالثاً: صفة الثبات والإيجابية: وهذه الصفة تجدها في شخصيته - حفظه الله - من خلال خطاباته الملهمة والإيجابية والتي تعطي مزيداً من الدافعية والإقدام اكثر واكثر حين ترى سمو ولي العهد - حفظه الله - يقول: إن أعظم ما تملكه السعودية المواطن السعودي بل ويسعى لما فيه عزة الوطن ورضا المواطن ومن كلماته الخالدة لكل سعودي (الخوف ليس موجوداً في قاموس المواطن السعودي). وكم هو جميل ان يكون القائد مع ما يملك من مقومات النجاح الا أنه كما يقول إسحاق نيوتن: اذا كانت رؤيتي ابعد من الآخرين، فذلك لأني اقف على اكتاف العمالقة. وهذا ما لاحظته في خطاباته - حفظه الله - من قرب للمواطن وكلماته الإيجابية للسعوديين بأن طموحهم عنان السماء، وانهم كجبل طويق بهمتهم، وفي هذا اللقاء تحديداً بأن المواطن السعودي اعظم ما تملكه السعودية. ونحن كسعوديين نقول: اعظم قيادة هي قيادة ملكنا الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله وادام الله عزهما ونصرهما وجعلهما ذخراً للإسلام والمسلمين. * عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام