بلغ حجم تجارة المنتجات الحلال في الأسواق العالمية 6 تريليونات دولار أمريكي خلال العام الماضي 2020 مع نمو متزايد بشكل سنوي يقدر ب500 مليار دولار في العام. ويشمل سوق المنتجات الحلال المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية قطاعات الغذاء والمصارف وتصنيع الأدوية ومواد التجميل واللوجستيك والسياحة. والمحرك الرئيسي لتنامي الطلب على سوق المنتجات الحلال في القطاع الغذائي -خصوصاً- هو زيادة أعداد المسلمين حول العالم وتحسن مستوى المعيشة في العديد من البلدان الاسلامية، بالإضافة إلى توفر قبول متزايد من قبل المستهلكين غير المسلمين الذين يربطون الحلال بالنزعة الاستهلاكية الأخلاقية. فبحسب تقرير واقع الاقتصاد الاسلامي للعام 2020-2021 فإن الدول الخمس الأولى المصدرة لمنتجات الحلال لدول منظمة التعاون الإسلامي تضمنت البرازيل بقيمة صادرات بلغت 16.2 مليار دولار؛ والهند 14.4 مليار دولار؛ والولايات المتحدةالأمريكية 13.8 مليار دولار؛ وروسيا عند 11.9 مليار دولار؛ والأرجنتين عند 10.2 مليار دولار ! وقد تستغرب -عزيزي القارئ- أن أكبر مصدري المواد الغذائية لأسواق دول منظمة التعاون الإسلامي ليسوا أعضاء فيها، كيف يحدث ذلك؟ هذه الدول تعتمد على استراتيجات تسويق دولية تهدف من خلالها رفع مستوى صادرتها عن طريق تحديد معايير دخول والنفاذ الى الاسواق الدولية والتقييد بإجراءات وتعاليم الشريعية الاسلامية عند إنتاج المواد الغذائية. من ذلك عمدت البرازيل إلى توقيع شراكات استراتيجية مع البلدان المستوردة لتلبية متطلبات السوق. وقد ضمن هذا علاقات قوية مع الشركاء في جميع أنحاء العالم وخلق إمكانات تصدير جديدة. على سبيل المثال، تعد البرازيل اليوم أكبر مصدر للدواجن الحلال في العالم، والدول الإسلامية هي الوجهة الرئيسية لصادرات البرازيل من الدواجن. تتغذى الطيور على نظام غذائي يعتمد على الذرة وفول الصويا خالٍ من الشوائب ويتم ذبحها وفقًا للشريعة الإسلامية. تُمنح شهادة إنتاج الحلال في البرازيل من قبل هيئات تصديق مستقلة مثل مركز النشر الإسلامي للإسلام في أمريكا اللاتينية (CDIAL Halal)، واتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل (FAMBRAS)، وخدمات التفتيش الإسلامية (SIIL Halal) ، وكذلك كما من قبل حكومات البلدان المستوردة نفسها. علاوة على ذلك، يمكن أن نتعلم من تجربة تسويق الصادرات في البرازيل في تحديد هدف التصدير نفسه، فمثلا البرازيل لا تستهدف منافسة المنتجين المحليين، فهي ترغب في تغذية الطلب العالمي المتزايد على البروتين عالي الجودة الذي لا يستطيع المنتجون المحليون تلبيته في كثير من الأحيان. أيضاً لا بد من الإشارة إلى دور وكالة ترويج التجارة والاستثمار للحكومة البرازيلية "أبيكس - برازيل" التي تعمل على تشجيع صادرات المنتجات والخدمات البرازيلية في كل مرحلة من تطور التصدير وبأي حجم، مع التأكيد على الأعمال الصغيرة والمتوسطة. المملكة العربية السعودية هي أحق الدول لأن تكون المرجع الرئيسي في صناعة الحلال نظراً لمكانتها الدينية، ومن الجيد أن يكون لنا دور حاضر وفعال في إنشاء مركز عالمي يعني بتنظيم العلامة التجارية "حلال" على مستوى العالم.