رجل دولة سياسي بكل ما تعنيها الكلمة من معنى عجبًا له رغم حداثة سنه إلا أنه نموذج للملوك والقادة بفكره وسياسته ونظرته الثاقبة ولا عجب فقد نشأ في حضن والده الذي عاصر سبع ملوك أنه سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- منذ أن لزم والده الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ومن بعد أخوته الملوك الأكبر منه سنًا، فقد كان كالظل ملازمًا لهم ولم يكن ذلك عبثًا فقد كان يتعلم ويُعلم ابنه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كيف يكونون من بعدهم فهو يفكر في مستقبل هذا الإرث الوطني الأصيل الذي صنعه والده. ولا عجب فقد عُرفت هذه الأسرة الملكية في الحكمة والحنكة داخليًا وخارجيًا في سياستها ونجحت في أن تتسيد الدول وتقودها بسياستها الحكيمة وقد ظهر سمو ولي العهد على نفس المنظور والمنوال ولكن مع حداثة هذا الزمن فقد جمع بين حنكة والده وجده وأعمامه -رحمهم الله جميعًا- وبين تغيرات الزمن وتحدي المستقبل الواعد. وأكاد أجزم بأن هذا اللقاء قد حير كل من تابعه كيف تمكن سموه خلال فترة وجيزة من أن تشمل رؤيته الوطن والمواطن وأرض الوطن. كيف يقع على عاتقه وطن قارة كالمملكة باقتصاده واستثماراته ونفطه وأمنه وعلاقاته وكيف يفكر أن يصل إلى زراعة عشرة مليار شجرة فلم يتوانَ أو يتقاعس حتى في أدق التفاصيل. حمل هم دعم الاقتصاد وتنوع مصادرة والاستثمار والتطوير والبطالة وتحسين دخل المواطن وصحته وتعليمه وسكنه. يتكلم بلغة الأرقام حفظًا لا قراءة ولا يحفظها إلا من عمل عليها رقمًا رقمًا أي أنه صنع هذه الأرقام صناعة، فهي بلا شك كلفته الكثير من الجهد والوقت. عبر للمواطنين بكل شفافية أنه لم يصل -رغم ما وصل إليه الآن- إلى ما يطمح له ويحتاج أن يؤسس ويبرمج الوضع الاقتصادي من أساسه ومن ثم يستهدف الارتقاء بالوطن والمواطن حتى يرضى، وهذا ما يشعر المواطن بالاطمئنان على نفسه وعلى مستقبل الأجيال من بعده. الجيل الذي عاصر بداية رؤية 2030 م لن ينسى أنه صبر من أجل مستقبل أبنائه وسيحكي لهم قصة النجاح هذه كيف بدأت وسيرى بأم عينيه إلى أين وصلت ويطمئن أن بعد الرؤية رؤية وبعد النمو نمو وبعدها ازدهار واستقرار والذي لا ريب فيه أنه سينعكس على مجتمع أبناء المملكة. ولي العهد يحمل في عينيه همّ الوصول للقمة وهذا ما يطمح إليه وهمة هذا الرجل لن تفتر حتى يحقق ما يطمح إليه فهو سبق أن قال إن همة المواطن السعودي كهمة جبل طويق قالها وبدأها بنفسه حتى جعلها واقعًا رأيناه. نعم سنصعد ونصل بإذن الله بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- ولن نخشى أو نخاف فقد قالها سموه السعوديين لا يخافون وسنحقق الحلم والرؤية وسنسارع للمجد والعليا وسنرفع الخفاق الأخضر عاليا الذي يحمل النور المسطر ودستورنا القرآن وسنة محمد صلى الله عليه وسلم كما أكد ذلك سموه.