في لقاء الصراحة والوضوح الذي نقلته عدة قنوات فضائية مساء أول من أمس وكعادته دائماً في لقاءات المكاشفة فتح سمو ولي العهد قلبه في الحوار المفتوح الذي امتد لساعة ونصف الساعة والذي أجاب فيه عن كل الأسئلة والاستفسارات واختتمه بعبارة لخصت الحوار وقال فيها: "من ازدهار إلى ازدهار، أنا مستمر في تحقيق المنجزات". وجسد الحوار - الشيق الممتع الذي تمنى المشاهدون ألا ينتهي – دوافع رؤية 2030 ومضامينها وأهدافها وما تحقق منها وما هو منتظر، وبيَّن اللقاء أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لديه أفكار متجددة، ورؤى عميقة ثاقبة، وأنه يسير بخطى باكرة في مدارج النقلة الطموحة، وأن نظراته تستقر في الأفق البعيد عند الموقع الذي يتمنى أن تبلغه المملكة العربية السعودية، وأنه يقتحم الأفق ويقرن البيان بالعمل، والدليل على ذلك كل ما طرح عند إطلاق الرؤية تم تحقيق الكثير منه بل ما تم إنجازه يفوق الطموح، ويتخطى ما كان مخططاً له حتى 2020 لاسيما في مجال الإسكان وما حدث من نقلة وتطور في هذا القطاع من الناحية التنظيمية ومن ناحية توفير المساكن، وما هو مخطط في المستقبل القريب، حيث أسس صندوق الاستثمارات العامة شركة (روشن) بهدف توفير مليون وحدة سكنية، وكذلك على صعيد تطويق البطالة وخفضها من 14 % إلى 11 % والعمل على الوصول إلى 7 %، بالإضافة إلى نمو القطاع غير النفطي، وزيادة الإيرادات غير النفطية، وتطور الإجراءات الإلكترونية والاستثمارات الأجنبية التي تضاعفت خلال السنوات التي مضت من عمر الرؤية 3 أضعاف، وكذلك نمو القطاع الخاص بصورة ملحوظة. ومن أبرز ما تحقق من إنجازات على صعيد مستهدفات الرؤية التطورات والنمو الذي شهده صندوق الاستثمارات العامة من حيث تدفق الاستثمارات وزيادة الأصول ورفده للميزانية العامة للدولة ودوره في تعزيز المحتوى المحلي ودعمه للقطاع الخاص وإتاحة الفرصة أمامه في مجال الخدمات المختلفة، حيث أكد سمو ولي العهد أن مشاريع الصندوق تعتبر ممكناً أساسياً للقطاع الخاص، وكذلك التطورات في مجال البيئة والسياحة حيث أكد سموه أن البيئة تمثل الركيزة الأساسية للسياحة. وكشف اللقاء الذي اتسم بالشفافية وإتاحة المعلومات الدقيقة أن شركة أرامكو لديها الفرصة لتكون ضمن أكبر الشركات الصناعية في العالم، وأنها تستهدف تحويل 3 ملايين برميل للصناعات التحويلية حتى عام 2030 مما يمكنها أن تصبح قلعة صناعات عالمية متميزة. وعلى صعيد التعليم أكد سموه أن التعليم في المملكة ليس سيئاً بيد أن الخطط ترمي إلى الوصول به إلى أفضل الحالات الممكنة حيث تستهدف الرؤية أن تكون للمملكة 3 جامعات ضمن أهم 200 جامعة في العالم، وجامعة واحدة ضمن أفضل 20 جامعة عالمية إن لم يكن ضمن أفضل 4 جامعات، وفي ما يتعلق بالخدمات الصحية والتعليم طمأن سموه المواطنين بأن المملكة مستمرة في تقديمها مجاناً، مؤكداً أن برنامج التحول في القطاع الصحي سيحدث تغييراً كبيراً بمستوى الخدمات، كما تحدث سمو ولي العهد عن خطورة التطرف والإرهاب وأن المملكة كانت هدفاً للإرهاب والتطرف وقد فطنت إلى ذلك منذ وقت مبكر وأخذت كل التدابير اللازمة وأخذت زمام المبادرة في تجفيف منابعه، مؤكداً سموه بأن الاعتدال مفهوم واسع لعلماء المسلمين وأن المملكة دستورها القرآن والنظام الأساسي للحكم ينص على ذلك. حقاً لقاء منتصف رمضان كان جرداً شفافاً لمنجزات الرؤية واشتمل على قراءة واعية لمستقبل المملكة وما تبقى من منجزات في خطط الرؤية 2030 وأكد اللقاء إلمام سمو ولي العهد بكل صغيرة وكبيرة وبتفاصيل الأوضاع في كافة القطاعات ودرايته التامة بتطوراتها وخططها المستقبلية.