الاستثمار في السياحة أحد ركائز رؤية المملكة 2030، ودليل على عزمها المضي قدماً لتحقيق طموحاتها وأهدافها، يساهم هذا الأمر في توليد الفرص الاستثمارية المجدية للمستثمرين بالداخل والخارج. وفقًا للمجلس العالمي للسفر والسياحة، يساهم القطاع بما يقدر بنحو 10 %، من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفي العام الماضي، وصل النمو السياحي إلى 3.9 % في مقابل نسبة نمو تعادل 3.2 للاقتصاد العالمي، ومن المتوقع نمو القطاع السياحي بنسبة 3.7 % بحلول العام 2029، ستسهم بما يزيد على 13 مليار دولار في الاقتصاد العالمي، ماتعادل 11.5 % من الناتج المحلي العالمي. ويدعم القطاع السياحي 319 مليون وظيفة على مستوى العالم، حوالي واحدة من كل عشر وظائف حول العالم، ومسؤول عن خلق وظيفة مقابل كل خمسة وظائف يتم توفيرها حول العالم في السنوات الخمس الأخيرة. إلى ذلك، تعمل المملكة على بناء 150 ألف غرفة فندقية جديدة في السنوات الثلاث المقبلة، و70 % من هذه الفنادق سوف يجري تنفيذها من قبل القطاع الخاص، وتسعى المملكة بالتعاون مع المستثمرين من الداخل والخارج والصناديق الاستثمارية المحلية ومن بينها صندوق التنمية السياحي إلى بناء 500,000 غرفة فندقية في جميع أنحاء المملكة بحلول عام 2030، وقد تم توقيع مذكرات تفاهم زادت قيمتها على 115 مليار ريال لتحسين البنية التحتية، وزيادة المعروض من الغرف الفندقية، ويستهدف في المملكة زيادة الطاقة الاستيعابية لمطارات المملكة بأكثر من 100 مليون مسافر سنوياً. وفي هذا الشأن أكدت وكيلة رئيس قسم السياحة والفندقة بجامعة أم القرى د. ريم بنت حسب الله الحسني، كلِّي فخر واعتزاز بوطني المملكة العربية السعودية بعد سلسلة النجاحات والتميز البائن وذلك فقط بعد مرور خمس سنوات على رؤية 2030، فقد عُولجت تحديات هيكلية عديدة وتمَّت إنجازات استثنائية متميزة موزّعة على صعيد محاور الرؤية الثلاثة، ولعلّ من أبرزها ارتفاع نسبة تملّك المساكن الى نسبة لم تكن بالحسبان حيث وصلت إلى60٪ حيث كانت تلك إحدى المشاكل العائقة لكل من يرغب بالتملك. وأيضاً لعلّ الجدير بالذكر ماقدمته الدولة من خدمات ضيوف الرحمن و تقليص الفترة للحصول على تأشيرة العمرة إلى 5 دقائق وهي فترة لاتذكر مقارنة بما كانت من قبل. وقالت الحسيني، من أبرز النجاحات هي النهضة الكبرى التي تشهدها مملكتنا في السياحة حيث من أبرزها تسهيل الحصول على التأشيرة السياحية الإلكترونية التي اعتبرها من وجهة نظري أكبر دعم للسياحة وتنشيطها وإثرائها داخل مملكتنا بالإضافة لتطويرهم لوجهات سياحية جديدة ومتميزة على الصعيدين الداخلي والعالمي مقروناً بتوفير فرص عمل لأبناء وبنات الوطن. ولفتت الحسيني، أحد أهم برامج الرؤية الناجحة خلال الخمس السنوات السابقة هي نجاحها في إطلاق الفعاليات الترفيهية لتصل لأكثر من 2000 فعالية وهو رقم ليس بقليل لما كانت عليه من قبل الأمر الذي أدى إلى تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه لتبلغ أكثر من 1,000 شركة، مما أسهم في خلق فرص وظيفة حتى نهاية العام المنصرم. وأوضحت، كل هذه الإنجازات وغيرها الكثير تدعو لأي مواطن ومواطنة سعودي الشعور بالفخر والامتنان لهذا الوطن العظيم وماهي إلا بداية غيث منهمر من النجاحات والفرص والتميز الداعم لأبناء الوطن خلال السنوات القليلة القادمة. من جهته أشار الاقتصادي د. فيصل بن سبعان، منذ أن أعلن القائد الاستراتيجي ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن رؤية 2030 قبل 5 سنوات كانت بمثابة الحلم الأكبر لكل مواطن سعودي وهو يرى الأهداف المراد تحقيقها خلال السنوات القادمة، فعلاً هي بمثابة الحلم آن ذاك، ولكن ملامح هذا الحلم بدأ أن يرى النور يوماً بعد يوم، فمدى التقدم الملحوظ والذي بدوره أظهر ملامح تحقيق هذه الرؤية الطموحة والتي قادها بكل اقتدار سيدي ولي العهد في ظل توجيهات ودعم سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز غير المحدود الذي عزز نجاح تطلعات هذه الرؤية الطموحة والتي أكسبت المملكة مراكز متقدمة في قطاعات عدة، بالإضافة إلى تنويع مصادر الدخل غير النفطية والاستفادة من الثروه التراثية، الثقافية، والصناعية والتي قد بانت بوادرها في هذه الأيام ولله الحمد. ولفت بن سبعان، وجهود أبناء الوطن ذوي الخبرات والكفاءات العالية الذي عزز حركة عجلة النمو والتطور، فهم جنود التنمية المُلَبين لاوامر القائد الاستراتيجي، وفي ظل التحديات التي واجهتها المملكة وباقي دول العالم من جائحة كورونا، فاقتصاد المملكة يؤثر ويتأثر ولكن هذا التأثر ولله الحمد لم يعق عجلة النمو والتطور، بل كانت المملكة خير مثال يضرب لجهودها في التصدي لهذا الوباء وفي الوقت ذاته الاستمرار في النمو وتحقيق طموحات رؤية المملكة، فخلال الجائحة تم إطلاق الهيئة السعودية الرقمية، برنامج صنع في السعودية، وبرنامج شريك السعودية، وغيرها من برامج تحقيق تطلعات الرؤية، إليس لنا أن نفخر كوننا ننتمي لهذا الوطن العظيم في ظل القيادة الاستراتيجية قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. يذكر بأن المؤشرات ذات الصلة بتنامي الاهتمام بالمواقع الأثرية والتراثية، التي كان لها الأثر المباشر في تسجيل مواقع سعودية جديدة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وارتفاع عدد المواقع التراثية القابلة للزيارة في المملكة عام 2020م إلى 354 موقعاً بعد أن كان 241 موقعاً في 2017م. كما تطرّق المجلس إلى الجهود المبذولة من أجل تعزيز الهوية السعودية وتعزيز حضورها عالميًّا، حيث أصبح عدد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل لدى اليونسكو 8 عناصر، بعد أن كان عددها 3 عناصر فقط قبل إطلاق الرؤية، ووصل عدد مواقع التراث العمراني المسجلة في سجل التراث الثقافي الوطني إلى 1,000 موقع في عام 2020م ، وذلك مقارنة ب400 موقع فقط في عام 2016م. كما شملت الإنجازات الهادفة إلى توفير بيئة تدعم إمكانات الأعمال وتُوسّع القاعدة الاقتصادية، وتضَاعُف أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال في عام 2020م بعد أن كانت لا تتجاوز 570 مليار ريال في 2015م، وتجدر الاشارة بأن معدل تدفقات الاستثمارات الاجنبية دولياً قد انخفض بمقدار 58 % منذ العام 2015م، إضافة إلى نمو تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية لتصل إلى 17.625 مليار ريال بنسبة ارتفاع وصلت إلى 331 % بعد أن كانت 5.321 مليارات ريال قبل إطلاق الرؤية، كما شملت تلك المبادرات إطلاق مشروعات كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها. وتحسين جودة الحياة في المملكة من خلال استقطاب وتنظيم عدد من المناسبات والفعاليات الرياضية العالمية الشهيرة، ونجاحها في الفعاليات الترفيهية التي أطلقتها، ومن ذلك إطلاق أكثر من 2000 فعالية رياضية وثقافية وتطوعيّة - بحضور ما يزيد على 46 مليون زائر حتى عام 2020م - أدت إلى تضاعف عدد الشركات العاملة في قطاع الترفيه لتبلغ أكثر من 1,000 شركة، مما أسهم في خلق ما يزيد على 101 ألف وظيفة حتى نهاية عام 2020م. وإطلاق "التأشيرة السياحية الإلكترونية" التي يمكن الحصول عليها إلكترونيا خلال دقائق، بما يُسهّل زيارة الأماكن السياحية في المملكة وآثارها وتراثها، ويسهم في تنشيط قطاع السياحة ورفع نسبة إسهامه في الناتج المحلي، وتطوير وجهات سياحية عديدة ومتنوعة، وتوليد فرص عمل لأبناء وبنات هذا الوطن، مما جعل قطاع السياحة في المملكة الأسرع نمواً في العالم، حيث سجّل نموًّا بنسبة 14%. المواقع التراثية باتت موقع اهتمام عالمي بقصد السياحة