تعادل بدون أهداف مع الباطن، حقيقة مباراة لا يمكن وصفها إلا أنها نمطية لدى بعض فرقنا السعودية التي تلعب بدون روح وقتال وحافز، فوزان مهمان على الشباب وعلى الهلال، جعل الاتحاد من نفسه منافسا قويا على اللقب مع الشباب ومع الهلال، الموقف الآن 48 للهلال والشباب بتفوق الهلال بفارق الأهداف، و46 للاتحاد، لو فاز الاتحاد لكان مساويا للهلال والشباب مع فارق مباراة زيادة للاتحاد، المهم أن الاتحاد أضاع الفرص الأمثل والأنسب والأقوى، قلنا إن الطريق للمنافسة على اللقب بالنسبة للاتحاد يعني بدون أدنى شك عدم خسارة أية نقطة قادمة، ولكن مع الباطن خسر نقطتين. نعم رقميا ما زال هنالك خمس جولات للهلال والشباب وأربع جولات للاتحاد، وكل شيء وارد وكل شيء محتمل، ورسالة للجميع أي خسارة تعني «باي باي»، ولكني أقول إن الاتحاد رسميا لا يريد اللقب، لأن مباراة الباطن كان يجب أن تكون مباراة نهائي كأس العالم، مباراة بقاء في الدوري أو الهبوط، مباراة حياة أو موت، مواجهة الباطن الذي ما زال يعاني من أجل البقاء في الدوري، يوقف المنافس الأقوى على اللقب الاتحاد، ليس انتقاصا من الباطن، ولكن المباراة كان يجب أن تكون بغير ما كانت. نعم كرة القدم ليس لها كبير، وكرة القدم لا تعرف المستحيل، لكن لدينا مشكلة حقيقية في فرقنا، تشعر أحيانا أنهم يتناسون أو ينسون كيف يلعبون، ولعل الرأي القديم الذي يقول إننا أكثر أندية يشعر لاعبوها بالغرور والثقة المفرطة القاتلة، يلعبون مباراتين قويتين وينتصرون ويعودون للمنافسة، وفي مواجهات سهلة وفي مواقف حساسة يخسرون أو يتعادلون، الرغبة ليست موجودة، وهذه تحتاج إلى دراسة وتوقف وتحليل للوقوف على هذه الأسباب، الأسباب التي جعلت من الأهلي خارج المنافسة، الأسباب التي جعلت من النصر يلعب على زمبرك يوم فوق ويومين تحت، هي نفس الأسباب التي جعلت من الشباب غير قادر على حسم الدوري، وهي نفسها التي جعلت الهلال يذهب ويعود ثم يدخل في مخاض المنافسة. لعل فريق العين هو الأكثر ثباتا في ترتيبه في الدوري، المركز الأخير، ولكن كم مباراة استطاع من خلالها العين أن يعرقل أو يوقف عجلة انتصارات فريق من الكبار، ولهذا أرى أن متابعة منافسة البقاء في الدوري لا تقل أهمية عن المنافسة على اللقب نفسه، أهمية المتعة والتحدي بكل تأكيد، وليس أهمية القيمة المعنوية، والباطن الذي أوقف الاتحاد وكسب نقطة، هو الآن في المركز ال13، بفارق نقطة عن ضمك الذي بدوره يصارع الوحدة والباطن والفيصلي ليس ببعيد، وللأسف الشديد نفس العدوى التي أصابت الكبار أصابت فرق المؤخرة، تذبذب وتردد وعدم ثبات واستقرار. كنت تحمست للشباب أنه لن يوجد من يوقفه هذا الموسم، ثم عاد الهلال ليس بقوته، وإنما بتذبذب الشباب نفسه، ثم عاد الهلال وانتكس وعاد الهلال، وفي الأثناء سقط الأهلي وانتفض بعيدا، وخرج النصر من دائرة المنافسة لأنه فريق لا يعرف كيف يضبط لاعبيه، ومن البعيد أتى الاتحاد بقوة وتحدٍّ وإصرار، وأصبح يهدد عرش المنافسة على الصدارة بين الشباب والهلال، ولكن يسقط في فخ التعادل، والمواجهة القادمة للشباب ستكون مع المتصدر الهلال، الفائز أصبح على بعد خطوتين من الجلوس على عرش الصدارة، والتعادل كضربة كهرباء في جسد الاتحاد لانعاش منافسته، ولعل ما زال في الأمل بقية أن تكون مواجهة الاتحاد والنصر في الجولة الأخيرة لها كلمتها ولها داعيها وضرورتها لكي نتابعها بكل شغف واهتمام، وطبعا ضرورتها ليس للنصر وإنما للاتحاد فقط. الاتحاد (عدسة المركز الإعلامي بالاتحاد)