جبر الله مصابنا في فقدانك يا أبا خالد، في ليلة غشاها الحزن والأسى، ليلة سكبت المُرّ في فمي، واعتصر الألم قلبي، في خبر وفاة الأب الحنون: عبدالرحمن بن إبراهيم بن محمد الباحوث، غمره الله بواسع رحمته. إنها ليلة الخميس الموافق 4 /8 /1442ه الذي اجتاحها موجة حزن عظيمة، فسقطت دموعي واختل توازني، لقد كان في الأمس معنا وغاب اليوم عنا، وغاب معه لحن الحياة. لقد ذهب جثمانك ياحبيب كل من عرفك، وبقي خيرك وطيبك خالدا يفوح شذاه، إنني ارتشف الحزن بهدوء، وإنني آمنت بقضاء من يملك جميع الخلق، وبقدر الحزن الذي تمكن مني لفراقك، إلا أني أحتفظ بالقدر نفسه من الطمأنينة؛ لأنك من أصحاب الوجوه الناعمة التي كانت لسعيها راضية في جنة عالية. كيف لا؟ وأنت من المشهود لهم بالفضيلة والخير، والله لا يخلف الميعاد، لقد كنت لي الأب الحنون والصديق الوفي والمستشار النصوح، بصمات طاهرة خالدة ورثتها في دنياك، وقضيت سنوات في خدمة الوطن، فجزاك من يجزي المحسنين خير الإحسان، سأظل مدانة لك بالدعاء الصالح ما حييت، وسيبقى طيفك خالدا في ذاكرتي. أوجه الشكر والامتنان لكل من تلقيت منه التعازي، وأخص بالشكر صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن مساعد بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن سلمان آل خليفة، شكر الله سعيهم وكتب لهم الخير في الدنيا والآخرة. إنَّا لِلَّهِ وُإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا خالد لمحزونون.