غابت في هدوء.. غابت تلك الأم.. رحلت بعيداً إلى العالم الآخر تركتنا في هذه الدنيا الفانية نتلفت يمنة ويسرة بحثاً عن ركن أمين وقلب حنون.. أمي.. ناجية.. ناجية من النار بإذنه تعالى .. يا من ربيتي فأحسنت التربية .. كنت لنا دائماً كأمي.. صوتك في أعماقي.. حكمتك.. كلماتك الطيبات.. ورعك وتقواك.. وعزاؤنا.. أنك غادرت دنيانا الفانية إلى رب غفور رحيم وأحسب أنك بفضله العظيم ترفلين في حلل من السعادة في جنات النعيم.. القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لفراقك يا أمي ناجية لمحزونون.. كنت لنا نبعاً صافياً وقدوة حسنة.. وكنت مع أبنائك اخواني نرتشف من حكمتك ورقة قلبك وجميل خصالك.. وكبرنا.. وكبر حبنا لك.. وتمضين بنا إلى مراقي الرفعة والسمو.. هكذا كنت.. غشيتك رحمة ربي.. تدركين سر الحياة وتعرفين دروبها.. لم تبخلي على أحد من أبنائك.. وكنت منهم.. نعمت بعطفك.. وتشربت من حنانك واستمعت بكل حواسي إلى توجيهاتك السديدة.. واليوم وبعد رحيلك.. انفطر قلبي وتشتت ذهني غير أني تمالكت نفسي،تماماً مثلما كنا نراك في أيام الشدة والصعاب والألم والحزن.. رفعت كف الضراعة بأن يتقبلك الله قبولاً حسناً وأن يدخلك فسيح جناته.. وسأدعو لك في كل ساعة وكل وقت.. فأنت أمي التي لم تلدني.. لكِ الرحمة يا أمي.. وموعدنا قريب في جنات النعيم بفضل ربي ورحمته التي وسعت كل شيء..