أكد ماجد الشهري -المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)- في حديث ل "الرياض" على أن تطبيق "توكلنا" لا يتعارض مع تطبيق "أبشر"، فكلاهما تطبيقان مستضافان في الهيئة، وكلاهما يقدمان خدمات مختلفة، ف"أبشر" يختص بخدمات وزارة الداخلية، و"توكلنا" يقدم خدمات مختلفة تمس المواطن سواء بما يتعلق بوزارة الداخلية أو غيرها. وأضاف: نعمل على عدم التداخل في المسؤوليات، خاصةً ونحن الآن ننتقل إلى مرحلة جديدة في المملكة في التحول الرقمي، وشهدنا في الفترة الماضية تغيرات كبرى في بلادنا، من خلال إيجاد وإنشاء جهات حكومية مختلفة تخدم هذا التحول. خيار موثوق وأوضح الشهري أن تطبيق "توكلنا" سهّل على الناس في الفترة السابقة كثيرا من حوائجهم مع زملائنا في وزارة الصحة وغيرها من الجهات ذات العلاقة خلال أزمة كورونا، ووجدنا الآن أن تطبيق "توكلنا" هو فرصة لاستخدامه من الكثير، حيث تجاوز عددهم حتى الآن حاجز ال 19 مليون مستخدم خلال وقت قياسي، وهذا يعكس حجم الموثوقية العالية التي اكتسبها التطبيق لدى الجمهور؛ ما يجعله خيارًا وطنيًا موثوقًا في تقديم الخدمات الحكومية، وبناءاً على قدرته في التسهيل على الناس في الاعتماد بشكل أكبر على الوثائق الرقمية التي تعتمد كخيار مرن على استبدال الهوية الورقية في الهوية الرقمية، وتحقيق الكثير من الفوائد الأخرى لتقديم خدمات وموثوقية أقوى من جهة إمكانية كشف الوثائق الرسمية من الجهات المسؤولة، مبيناً أنه أصبح هذا التطبيق يقدم خدماته لكافة المواطنين والمقيمين وجميع الفئات التي تهمها تلك الخدمات التي يقدمها التطبيق، مشيراً إلى أن هذه الخدمات سيتلوها خدمات أخرى تضاف لهذا التطبيق للتسهيل على المستخدمين للاستفادة من الخدمات الرقمية وعدم التعقيد باستخدام هذا التطبيق. تحدي "توكلنا" وبسؤاله أن تطبيق "توكلنا" كان عند استحداثه مختص بجائحة كورونا فقط؟، قال الشهري: انطلاقًا من حرص حكومة المملكة -أيدها الله- على الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد؛ قامت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -سدايا- بإطلاق تطبيق "توكلنا"، وذلك لمساندة الجهود الحكومية لمواجهة فيروس كورونا، وقصة نجاحه استمرت، والآن تتوسع خدماته بطرق مدروسة، ولدينا عدة أفكار، وداخلياً أنشأنا "تحدي توكلنا" للاستفادة من الأفكار التي تأتي بطرق ابتكارية، بداية من موظفي ومنتسبي الهيئة، حيث يعمل الجميع لتطوير خدماته بطرق صحيحة، وإن شاء الله نتوسع في كثير من الخدمات بما يتوافق مع استراتيجية التطبيق بشكل كامل، ونتوقع أن يستمر تطبيق "توكلنا" بالتوسع وإدخال مزايا جديدة فيما لا يتعارض مع استراتيجية التطبيق واستراتيجية الهيئة. بديل مقبول وعن استعراض الهوية من خلال تطبيق "توكلنا"، ذكر الشهري أن الهوية الوطنية الرقمية بديل مقبول وموثوق للهوية المعروفة سابقاً وهي الكروت أو الممغنطة. وبسؤاله: هل سيشمل التطبيق بقية الوثائق الأخرى كرخص القيادة أو استمارة السيارة وغيرها قال: هذا الأمر تحت الدراسة مستقبلاً. وفي سؤال: هل كشف الوثائق بواسطة "توكلنا" سيقطع الطريق على المزورين؟، أجاب: الآن الهوية الرقمية هي إحدى الطرق للقضاء على التزوير الممغنط، ومع التقدم في التقنية سيتم القضاء على مخاطر أخرى، نعمل على صدها بالتقنية -بإذن الله- وتطويعها لما فيه الفائدة للوطن الغالي. وعن استحداث تطبيقات مستقبلية كتطبيق "توكلنا" قال: مؤخراً أطلقنا منصة "إحسان" وهي منصة تسهل من تقديم التبرعات للفقراء والمحتاجين في مختلف مجالات الخير بسهولة وسرعة وموثوقية، وتعد هدية للوطن في هذه الأيام التي سنستقبل فيها شهر رمضان المبارك، مؤكداً على أنه سيكون هناك المزيد من التطبيقات التي تقدم مزيداً من التسهيل وتخدم الوطن والمواطن والمقيم والتي تيسر الحياة وتستهدف الاستخدام الأمثل في التقنية الحديثة في الذكاء الاصطناعي والبيانات الموجودة لدينا. رقمنة الوثائق وذكر الشهري أنه تتعدد خدمات تطبيق "توكلنا"، فبالإضافة إلى خدمة الهوية الرقمية التي تمكن المستخدم من استعراض هويته في التطبيق، فيمكنه من خلال "توكلنا" استعراض العديد من الخدمات من أهمها: تقديم خدمة الجواز الصحي الذي يؤكد أن الشخص قد أكمل جميع الجرعات الخاصة بلقاح فيروس كورونا (كوفيد- 19) وأصبح "محصّن" ضد الفيروس -بإذن الله-، وكل ذلك يأتي ضمن التعاون المشترك بين وزارة الداخلية والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -سدايا- بهدف رقمنة الوثائق الثبوتية الحكومية عن طريق تطبيق "توكلنا" وهذا التعاون بين وزارة الداخلية وسدايا، يأتي تنفيذاً لتوجيهات سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي؛ لتعزيز التكامل بين الجهات الحكومية في إطار جهود تمكين التحول الرقمي؛ تحقيقاً لمستهدفات رؤية 2030، بهدف تسهيل حياة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة. تطور تقني وأكد الشهري على أن هذا المشروع وغيره من المشروعات المشتركة، تهدف إلى خدمة المواطنين والمقيمين على أرض المملكة، مضيفاً أن ما يشهده تطبيق "توكلنا" من تطور تقني كبير من خلال الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي -الجهة المطوّرة للتطبيق- يُعد أحد ثمار رؤية 2030 التي تدفع باتجاه تعظيم التحوّل الرقمي للجهات الحكومية كافة، وسيمكن مشروع الهوية الرقمية عن طريق تطبيق "توكلنا" إثبات الهوية الوطنية للسعوديين وهوية مقيم للمقيمين، لتمكّن الاستخدام الرسمي لها بصفتها وسيلة إثبات إلكترونية، ومن خلال تطبيق "توكلنا"، يتم مطابقة للهوية الرقمية كما هو في تطبيق وزارة الداخلية الإلكتروني "أبشر أفراد"، حيث سبق ونوّهت وزارة الداخلية إلى أن الهوية الرقمية في تطبيق "توكلنا" تعد إثباتاً رسمياً معتمداً للمواطنين والمقيمين لإثبات هوياتهم لدى رجال الأمن، ويجري العمل على استكمال التعاون لاعتمادها لدى الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لتسهم في إنجاز معاملاتهم بكل يسر وسهولة ومن مكان واحد. بنية قوية وللمملكة جهود كبيرة في تسريع التحول الرقمي وتبني أنظمة الاتصالات وتقنية المعلومات وتفعيل استخداماتها للوصول إلى مجتمع معلوماتي واقتصاد رقمي، ومع التطور السريع في عالم التقنية واتجاه الحكومات والمؤسسات نحو الرقمنة في كافّة خدماتها؛ حرصت المملكة على تبني مفهوم التحول الرقمي الحكومي باستبدال العمليات الرقمية بالتقليدية، ووضع خطط واستراتيجيات خمسية لضمان تحقيق أهدافها بجودة وكفاءة، حيث تهدف للوصول إلى حكومة رقمية متكاملة تيسر كافة الخدمات للمستفيدين. وتتمتع المملكة ببنية تحتية رقمية قوية ساهمت في تسريع عملية التحول الرقمي فيها، وعملت هذه البنية على تمكين المملكة لمواجهة الأزمات المُعطلة لكافّة الخدمات في القطاعين العام والخاص، كما ساهمت في استمرارية الأعمال والعمليات التعليمية وكافّة متطلبات الحياة اليومية للمواطن والمقيم في ظل جائحة كورونا (كوفيد- 19). وصُنفِت المملكة ضمن أفضل 10 دول متقدمة في العالم لما تمتلكه من متانة في البنية التحتية الرقمية، وعملت المملكة على وضع استراتيجية خمسية ضمن ثلاث خطط عمل: خطة العمل الأولى: 2006-2010م سعت إلى أن يتمكن الجميع بنهاية عام 2010م، من أي مكان وفي أي وقت، من الحصول على الخدمات الحكومية بمستوى متميز وبطريقة متكاملة وسهلة من خلال الكثير من الوسائل الإلكترونية الآمنة، والخطة العمل الثانية: 2012-2016م سعت إلى تمكين الجميع من استخدام خدمات حكومية فعالة بطريقة آمنة ومتكاملة وسهلة من خلال قنوات إلكترونية متعددة، أما خطة العمل الثالثة: 2020-2024م فهي خطة العمل الحالية والتي تسعى للوصول إلى مفهوم "الحكومة الرقمية". ماجد الشهري