يحفل سجل المملكة الدولي بالشواهد والمنجزات المضيئة التي تقف شاهدًا على حرص المملكة قيادة وشعبًا على تعزيز السلام والتسامح والأخوة ونبذ العنف والتطرف، وتتويجا لجهودها في هذا المجال، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارين مهمين قدمتهما المملكة إلى جانب عدد من الدول الصديقة، تمثل الأول في مشروع القرار الذي يهدف لتعزيز ثقافة السلام والتسامح لحماية المواقع الدينية، وهو يجرم كل الأعمال التي تدعو إلى الكراهية الدينية وترفض جميع خطابات التعصب. أما القرار الثاني، فتمثل في المبادرة التي قدمتها لاعتماد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي يهدف إلى نشر قيم التسامح والتعايش ونبذ الكراهية وكل أشكال التعصب والعنصرية وتعزيز الحوار البنّاء بين الأديان واحترام الثقافات، وجعل العالم أكثر سلاماً وتسامحاً وأكثر تقبلاً لمعاني الأخوة الإنسانية. ويأتي إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تتويجا للجهود التي تبذلها المملكة على المستوى الداخلي من خلال مؤسسات المجتمع المدني لمواجهة قضايا التمييز العنصري، وذلك بوصفه مركزًا وطنيًا مستقلاً معنيًا بترسيخ قيم التعايش والسلام والتسامح وحماية النسيج المجتمعي، من خلال نشر ثقافة الحوار، وهي الثقافة التي تدعمها وتتبناها المملكة منذ عقود طويلة، من خلال إتاحة جو من التواصل الجاد والمثمر الذي يفضي لإشاعة الانفتاح والاندماج والأخوة الوطنية المبنية على أساس المعرفة والثقة والبعيدة عن الأفكار السلبية والتوجهات الإقصائية. وأولت المملكة منذ تأسيسها وانطلاقا من أهميتها وثقلها ومكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية، اهتماماً كبيراً للقضاء على التمييز العنصري وتعزيز ثقافة التسامح واحترام حقوق الإنسان والمحافظة على الوحدة الوطنية، التي أوجبت العدل والمساواة في الحقوق والواجبات، وحظرت التمييز العنصري بأشكاله كافة. وفي سبيل القضاء على هذه الظاهرة على الصعيد الدولي، انضمت المملكة إلى العديد من الاتفاقيات الدولية التي تعمل على الحيلولة دون حصول أي ممارسات تنطوي على تمييز وعنصرية، ومن أبرزها اتفاقية الأممالمتحدة لمواجهة الجريمة، وبروتوكول مواجهة تهريب المهاجرين والقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، وغيرها من الاتفاقات الدولية ذات العلاقة التي انضمت إليها المملكة. ومنذ إنشائه، تمكّن المركز خلال سنوات معدودة من توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين فئات ومكونات وأطياف وشرائح المجتمع، وأسهم في صياغة الخطاب الديني الثقافي المبني على الوسطية والاعتدال من خلال الحوار البناء.