ظلت المملكة منذ توقيعها على ميثاق منظمة الأممالمتحدة عام 1945م تدعو للسلام وحل النزاعات والصراعات عبر الحوار مع التأكيد على ترسيخ التعايش السلمي بين الشعوب والحضارات ونبذ التطرف والعنف ومكافحة الإرهاب وقد بذلت الجهد بوصفها عضواً فاعلاً في المنظومة الدولية ليصبح التعايش والتفاهم والتعاون بين أتباع الأديان وسيلة فعالة من أجل بناء السلام وتحقيق الأمن وإقامة العلاقات السليمة بين الشعوب، واحترام حقوق الإنسان؛ والحريات الأساس المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية. تعزيز ثقافة السلام وقبيل أيام وتحديداً في الحادي والعشرين من يناير الحالي تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع مشروع قرار قدمته المملكة لتعزيز ثقافة السلام والتسامح لحماية المواقع الدينية، ورفض طمس هوية وتحويل أي مواقع دينية بالقوة، وإدانة هجمات المتطرفين والإرهابيين على المواقع الدينية وأماكن العبادة، ويؤكد أهمية المواقع الدينية كأماكن للسلام تمثل تاريخ الناس ونسيجهم الاجتماعي مما يستوجب احترامها. ويرفض القرار جميع خطابات التعصب والتمييز على أساس الدين أو المعتقد، والقولبة السلبية للأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم ويؤكد أن الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله ومظاهره لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية كما يؤكد الحاجة الماسة إلى تعزيز التعاون الدولي والإقليمي ودون الإقليمي الهادف إلى دعم القدرات الوطنية للدول لمنع الهجمات على أماكن العبادة بصورة فعالة. يوم الأخوة الإنسانية وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد وافقت في ديسمبر الماضي على مقترح من المملكة وعدد من الدول العربية على رأسها الإمارات ومصر والبحرين بإعلان الرابع من فبراير من كل عام يوماً عالمياً للأخوة الإنسانية، ضمن المساعي الرامية إلى محاربة التشدد والإقصاء، والتصدي لخطاب الكراهية الذي لم ينتج عنه سوى الإرهاب والدمار، وتعزيز قيم التسامح والمحبة، وتشجيع التعايش المشترك. مركز دولي للحوار وقد أثمرت مساعي المملكة من قبل في إنشاء مركز دولي للحوار في 2011 ليتم توقيع اتفاقية إنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسيد" في نفس العام وتأسيسه في العام التالي، حيث يعد المركز منظمة دولية تأسست من قبل السعودية والنمسا وإسبانيا إلى جانب الفاتيكان بصفته عضوا مؤسساً مراقباً ويقع مقره في فيننا، ويسعى لدفع مسيرة الحوار والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات المتعددة، والعمل على تعزيز ثقافة احترام التنوع، وإرساء قواعد العدل والسلام بين الأمم والشعوب. ويعد المركز أول منظمة دولية تعمل على تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساعدة صانعي السياسات في بناء السلام والتعايش السلمي تحت مظلة المواطنة المشتركة؛ سدّا للفجوة بين القيادات الدينية وصانعي السياسات خاصة في المنظمات الدولية؛ وإيجادًا لحلول ناجعة، ومستدامة؛ وتحقيق نتائج إيجابية.ويرى المركز أن الدين، قوة فاعلة لتعزيز ثقافة الحوار والتعاون لتحقيق الخير للبشرية؛ حيث يعمل على معالجة التحديات المعاصرة التي تواجه المجتمعات، بما في ذلك التصدي لتبرير الاضطهاد والعنف والصراع بإسم الدين وتعزيزثقافة الحوار والعيش معاً. مركز مكافحة الإرهاب وكانت المملكة قد تقدمت بمقترح في 2006 بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب بعد استضافتها في فبراير 2005 المؤتمر الدولي الأول لمكافحة الإرهاب في الرياض، وفي 8 سبتمبر 2006، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالإجماع، استراتيجية الأممالمتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، ليتم تدشين المركز في سبتمبر من عام 2011م والإعلان عن مساهمة المملكة بمبلغ عشرة ملايين دولار لتغطية ميزانيته لثلاث سنوات.