بالرغم من كل الأحداث والتفاصيل التي أبعدت الفريق الشبابي عن صدارته متنازلا عنها لمنافسه الأول نادي الهلال بفارق الأهداف، وما صاحب ذلك من جدل ولغط حول الأخطاء التحكيمية التي عادت إلى الظهور بقوة حتى في ظل وجود التقنية، إلا أن تلك الأخطاء لم تكن السبب الوحيد الذي أدى إلى تراجع مستوى الفريق في الترتيب والأداء، إذ كان لغياب النجاعة الهجومية دور بارز في ذلك، إذا ما عرفنا أن لاعبي الشباب كانوا هم الأكثر صناعة للفرص خلال الجولات الماضية، فيما لم يستطع مهاجموه تحويل تلك الفرص إلى أهداف تمنح الفريق النقاط الثلاث التي تمكنه من الاستمرار في الصدارة والاقتراب من حسم اللقب. وإذا ما نحينا موضوع التوفيق من عدمه جانبا، يجب أن ندرك أن على الجهاز الفني العمل على إيجاد الحلول المناسبة للكم الهائل من الفرص السانحة للتسجيل التي يهدرها مهاجمو الفريق تباعا، من خلال الوسائل الفنية وإيجاد التكتيك الفني والتوليف المناسبين في التشكيلة التي اعتمدت كثيرا على التوازن في الخطوط، وهذا ما غاب في الجولتين الماضيتين اللتين شهدتا تعثر الفريق وفقدانه لخمس نقاط مؤثرة جدا في سباق الفوز باللقب الكبير، ولو كان ذلك على حساب أحد المهاجمين الأربعة، فالعبرة بعدد الأهداف المسجلة وليس بعدد المهاجمين في التشكيلة. وبعيدا عما يدور في الملعب، نعلم جيدا أن كرة القدم لا تلعب فقط في الميادين، بل هناك عمل فني يعاضده عمل إداري متكامل يعمل على تسيير الأمور وتذليل الصعاب وخلق البيئة المناسبة للفريق ليتفرغ للمنافسة، ومن أهم تلك الأدوار الإدارية حث أعضاء الشرف على الحضور الإيجابي بجانب الفريق من خلال الدعم المادي والمعنوي المستمر، وهذ ما يغيب حقيقة في الجانب الشبابي، إذ نلاحظ عزوفا لأعضاء الشرف عن دعم الفريق خلال الفترة الماضية، إذا ما استثنيا طلال آل الشيخ الذي يغرد وحيدا بحضوره الدائم عبر مختلف الوسائل الإعلامية للدفاع عن النادي وحقوقه أمام موجة من أصوات المنافسين الأكثر تأثيرا على المستوى الإعلامي والجماهيري، وقفة وجدت أصداء إيجابية من الجمهور الشبابي الذي يرجو أن تشمل كل الأعضاء المؤثرين والفاعلين في المجال الرياضي.