حق القول على البعض أن تكون أنفسهم مليئةً بالمرض ومشوبة بالسواد وحالكة في الظلام والظلمات، لا خير فيهم يُرجى فيُنتظر ولا شر يُؤمن منهم فنسلم. والأعجب حين يرى المرء نفسه بأنه مصدر للخير والنور والسلام وغيره مصدر للشر والأذى والظلام. تلك القلوب المغلفة بالسواد لا تنفك تقاتل يمينًا ويسارًا مستخدمة الأسلحة المحرمة من الغيبة والنميمة والكذب والوشاية ومحاولة الابتزاز والتهديد والتواطؤ مع آخرين قد يساندوهم بجهل أو غباء أو لمنفعة أو شيء غير ذلك. غير بعيد تجد من هؤلاء من يحيط بك، أو تجده هو من يتحكم في صنع القرار أو تجده هو من يتولى زمام الأمور والقيادة في إشارة لقرب الساعة!! حين يصحو من نومه ذلك الجسد المنبعثة منه روائح السموم فإن أول عمل يقوم به قبل أن يحمد الله الذي أحياه وأيقظه هو محاولة الإضرار بالآخرين ممن يرى أنهم باتوا مصدر قلق لهم وتهديد لعرشهم الذي يكاد ينكشف. ولا يجد أحدٌ حرجًا في أن يستمع إلى من لا يُسْتَمَعُ له تصديقًا به ويعرض عن الآخر بينما الشواهد دليلة على الهفوات والأخطاء فالحق بيّن والباطل بيّن. كثير من تلك الصراعات قد لا تروق لآخرين وقد لا تكون لشيء إلا للمصلحة العامة، هذا الهدف الذي يتخذه المتربصون شماعة لتحقيق مآربهم ومصالحهم الشخصية ولو كان ذلك على حساب الإضرار بمصالح عليا يفترض بها أن تكون أعلى وأهم وأنبل. الشد على أيادي الظالمين ومحاولة الإيقاع بالناس ظلمًا وبهتانًا هو أشد الظلم وأقبحه وتبقى مشيئة الله هي النافذة ولن يغير أحد ولو أوتي ملك الدنيا كله قدرًا من أقدار الله فضلاً عن معتوه أو مجنون أو مريض أو سخيف. ومهما حاول أولئك المريضة قلوبهم شيطنة كل من يقول كلمة حق أو يبدي رأيًا لم يعتد أولئك على سماعه أو يعترض على قسمة ضيزى نال فيها المستحقون لها نصيبًا دون أولئك، فإن الأمر لم ينتهِ ولن ينتهي بإجحاف مسلط أو كيدٍ وأمرٍ دبر بليل. وتظل العدالة السماوية قائمة ومنتظرة مهما ظن الواهمون بالفوقية أنهم في مأمن حتى إذا جاء أمر الله كان حقًا مفعولا، وعندئذٍ سيعلم أولئك حجم الضرر الذي كان يتسببون فيه لضحاياهم.