قدّم النائب الجمهوري آندي بار، مشروع قانون يسعى إلى حجب الأموال عن وزارة الخارجية الأميركية أو أي فرع تنفيذي آخر في الحكومة يهدف إلى تقديم أي تنازل ماليلإيران. وقال بار إنه سيسائل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأسبوع القادم حول السياسة الأميركية تجاه إيران ويحثه على الاستمرار بالصمود وتطبيق سياسة العقوبات لمواجهة التصعيد الإيرانية. ويتوقع بار أن ينضم عدد من الديمقراطيين إلى جانب الحزب الجمهوري في مساءلة بلينكن حول السياسة المتبعة من إدارة جو بايدن تجاه إيران، مرجحاً تشكيل كتلة ضغط تشريعية كبيرة من الحزبين لكيلا تكون هناك أي صفقة مقبلة غير عادلة للولايات المتحدة مع إيران. وقال بار إن الكونغرس لن يسمح بتكرار ما فعله أوباما حيث تحايل على الكونغرس ومرر صفقة لم تكن واضحة المعالم مع إيران في العام 2015 أدت إلى تعريض مصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها للخطر. مضيفاً "ما نسعى إليه اليوم هو ألا يكون موضوع إيران محط خلاف حزبي، حيث يشعر عدد من الديمقراطيين بقلق شديد من تكرار أخطاء الماضي فيما يتعلّق بالملف الإيراني". وقال "بموجب الدستور الأميركي، سيكون الكونغرس طرفاً ثالث في أي معاهدة مع إيران، حيث سيقول مجلس الشيوخ كلمته الأخيرة في أي معاهدة وهذا ما لم يحدث في عهد الرئيس السابق باراك أوباما". وأفاد عضو الكونغرس الجمهوري بار بأن الإشارات الأولى التي قدمتها إدارة جو بايدن بشأن التفاوض مع إيران حول اتفاق نووي جديد تعطينا بصيص أمل بأن الإدارة لن تذهب إلى قرارات منفردة، حيث أكّد أنتوني بلينكن بأن أي اتفاق مع إيران سيمر بالكونغرس أولاً. وعلى الرغم من تقدّم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ بفارق صوت واحد تمنحهم إياه نائبة الرئيس كامالا هاريس، الا أن هذا التقدّم ضئيل جداً ولا يعطيهم سوى أفضلية بصوت واحد الامر الذي يجعل أي صفقة مع إيران غير نافذة إذا ما اعترض عليها أي ديمقراطي في مجلس الشيوخ. ويعتبر عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الديموقراطيين من "صقور واشنطن" المناهضين للسلوك الإيراني، حيث أعلنوا مراراً أنهم سيمتنعون عن التصويت لأي صفقة شبيهة بصفقة العام 2015 مع إيران، ما يحتّم على إدارة بايدن طرح مشاريع ترضي المناهضين لإيران من الحزبين قبل أن تصل إلى الكونغرس. وفي خطوة غير مسبوقة في عهود آخر ثلاثة رؤساء أميركيين، وقّع 140 مشرّعا أميركيا من الحزبين على رسالة موجهة لإدارة جو بايدن تحذّرها من التسرع بعقد أي صفقة مع إيران لا تتضمن سلوك إيران الإرهابي المزعزع للاستقرار وقضايا أخرى متعلّق بالأمن القومي الأميركي. ووصفت صحيفة "بلومبيرغ" الأميركية الموقف في الكونغرس ضد إيران ب"المثال النادر" على الاتفاق الحزبي على ملف سياسي في وقت تمرّ فيه الولاياتالمتحدة بلحظة انقسام تاريخية. وقال النائب مايك والتز، الجمهوري من ولاية فلوريدا والذي عمل على صياغة رسالة مشتركة بين الحزبين "على الرغم من كل ما يراه الناس من انقسام سياسي في واشنطن، لانزال قادرين على التعاون بشأن الأمور التي تستهدف أمننا القومي وفي مقدمتها معارضة أي مصالحة أو تنازل للسلوك الايراني الخبيث". ووقّع على الرسالة المشتركة إلى جو بايدن، 70 نائبا جمهوريا، 70 نائبا ديموقراطيا في تحرّك رمزي كبير يرسل رسائل تحذير مبكرة لإدارة جو بايدن ويحثّها على معالجة السلوك الخبيث لإيران في كل أنحاء الشرق الأوسط. وطالبت الرسالة بعدم رفع العقوبات عن الميليشيات الإرهابية التابعة لإيران في اليمن ولبنان والعراق وإيجاد خطة عمل شاملة وحازمة للتعامل مع سلوك إيران الإرهابي في المنطقة. وقال النائب أنتوني براون، الديمقراطي من ولاية ماريلاند والذي أقنع 70 عضوا ديمقراطيا بالانضمام إلى موقف الجمهوريين المناهضين لإيران أن سلوك إيران التخريبي والمزعزع للاستقرار والمثير للفتن والنزعات الإرهابية في المنطقة لا يختلف عليه اثنان في واشنطن ويجب أن يكون في مقدمة أي مفاوضات تجري مع إيران لمنعها من حيازة سلاح نووي. وقال مارك دوبويتز، محلل الشؤون الامنية الأميركية أنه متفائل جداً بقدرة دبلوماسية فريق جو بايدن على صياغة سياسة حازمة وفعالة تردع السلوك الإيراني، واصفاً إجماع الكونغرس على كلمة واحدة ضد إيران بالأمر الإيجابي الذي سيمنع أي تحرّك غير مسؤول تجاه إيران. .