يتعرّض الرئيس الأميركي جو بايدن لضغوط من اليمين واليسار في الولاياتالمتحدة للإيفاء بوعده الانتخابي بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي مع حثه على عدم تجاهل مخاطر إيران الأخرى مثل برنامجها الصاروخي وسلوك إيران المزعزع للاستقرار في المنطقة. وتقدّم أعضاء مجلس النواب الجمهوريين يوم الثلاثاء بمشروع قانون من شأنه منع إدارة جو بايدن من العودة إلى البرنامج النووي الإيراني في ظل تذبذب تصريحات مسؤولي إدارة بايدن حول شكل العودة إلى الاتفاق النووي. وتزامناً مع طرح مشروع القانون الهادف إلى منع بايدن من العودة إلى الاتفاق النووي، كتب أعضاء مجلس النواب الجمهوريين رسالة إلى البيت الابيض أعربوا فيها عن قلقهم من رفع العقوبات عن إيران إذا ما كانت الإدارة تنوي المضي قدماً بهذه الخطوة مؤكدين على استمرار إيران بسلوكها المثير للقلق في الشرق الأوسط والعالم بكونها أول دولة داعمة للإرهاب. وقال المشرّعون في الرسالة إن إيران تستخدم برنامجها النووي والتهديد به لبناء قدراتها الصاروخية والاستمرار بسلوكها المزعزع للاستقرار بما في ذلك دعم الميليشيات الإرهابية المتطرفة وارتكاب انتهاكات صارخة ضد حقوق الإنسان وتنظيم الهجمات السيبرانية ضد الولاياتالمتحدة وحلفائها. ولفت بيان الجمهوريين إلى الخسائر التي قد تترتب على رفع العقوبات عن إيران، مقترحاً بأن يكون هناك صياغة جديدة أكثر تشدداً تهدف إلى وقف برنامج إيران النووي والتعامل بحزم في آن معاً مع سلوكها الداعم للإرهاب والإرهابيين. وفي مقابلة أجرتها شبكة "بي بي سي" البريطانية مع أنتوني بلنكن، وزير الخارجية الأميركي يوم الثلاثاء، قال بلينكن إن التفاهمات حول مواجهة المخاطر الإيرانية تبدأ من خلال محادثات تجري الآن مع الشركاء الأوروبيين كخطوة أولى مؤكداً عدم تقديم إدارة بايدن لأي تنازلات مسبقة لإيران. ولفت بلينكن إلى أن عودة إيران عن انتهاكاتها للاتفاق النووي الإيراني هي الخطوة الأولى التي يجب أن تحدث، ثم ستليها مفاوضات مع إيران والدول الشريكة لمناقشة نشاطاتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وبرنامجها للصواريخ البالستية وأمور أخرى تحتاج إلى المعالجة. وأشار بلينكن إلى أن البيت الأبيض على قناعة بمخاطر السلوك الإيراني إلا أنه مقتنع أيضاً بأن سياسة الضغوط القصوى في عهد دونالد ترمب لم تكن مجدية بل قرّبت إيران أكثر من القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد النووية لصنع سلاح نووي، كما بلغت الهجمات الإيرانية ذروتها في عهد دونالد ترمب على مواقع تابعة للولايات المتحدة في العراق وأماكن أخرى. وقال بلينكن، نريد أن نضمن عدم تحوّل إيران إلى دولة نووية، ثم ننتقل إلى مواجهة إيران في مجالات أخرى، فالحديث مع إيران نووية عن برنامجها الصاروخي وسلوكها في المنطقة سيكون أمرا غير مجد وصعب المنال. وأكدّ بلينكن على عدم نية إدارة بايدن التخلّي عن النفوذ الأميركي في المنطقة والأوراق التي تمسك بها الإدارة اليوم حيث تستمر جميع العقوبات بالعمل حتى اليوم مع إمكانية تشديد الضغوط على إيران بسبب التوافق والانسجام الكبير في أوروبا وواشنطن بعكس ما كان عليه الوضع في عهد دونالد ترمب.