الكل يعلم مدى أهمية الإعلام ويعي أن وسائل الإعلام هي الجسر للمتلقي، ولا نختلف حول أهميته في ظل الأحداث المتسارعة رغم تواجد وسائل التواصل الاجتماعي والتي أصبحت بمتناول يد كل شخص عبر الأجهزة الذكية، إلا أن هذا لم يقلل من دور الإعلام خصوصاً المرئي؛ فوسائل التواصل تبقى مجرد ناقل للمعلومة أو الخبر، لكنها تفتقد التفاصيل والحوارات وتسليط الأضواء على حدث معين أو أحداث تحتاج تفاصيل أوسع فهي ناقل للخبر ومواكب له. وهنا تكمن أهمية الإعلام عبر التغطيات المباشرة وصناعة الأخبار والأفلام الوثائقية، ولا يكمن نجاح أي قناة تلفزيونية إلا بتواجد الفكر والإدارة؛ وهما سمتان يجب أن تتواجد بأي شخص سيقود حمل القناة، فالإدارة هي الأساس وهي الصراط الذي تتمشى به سياسة القنوات، والفكر وما يحمل بطياته من أفكار من برامج وخلق وصناعة مادة إعلامية تواكب متطلبات الملتقي وتكون عملية جذب للمشاهد، وهناك الجزئية التي هي من أساس النجاح بتواجد الأدوات داخل المنظومة من عناصر، تلك العناصر يجب أن يكون لديها الاحترافية والإلمام بالأمور وما يتطلبه من عمل دؤوب، لأن تواجد العنصر الاحترافي هو النهوض بالمنظومة وسيكون لها ضريبة النجاح بسرعة، والمادة هي من يدعم العناصر ويكون لها دافع بالبروز للأفضل، الكفاءات متواجدة ولديهم الأفكار ولكن مع تقليص وعدم وجود الدعم المادي والاحتضان فالنتيجة هي الإحباط، مما يؤثر على فشل أي قناة تلفزيونية، ولو نظرنا إلى القنوات العالمية أو العربية وسبب نجاحها، نجد في المقام الأول تواجد الفكر الإداري والإعلامي لدى من يقود تلك القنوات من جهة، ومن جهة أخرى المحفزات المالية لكل عنصر متواجد، سواء (مخرجين أو معديين أو مصورين، وغيرهم)، والعروض التي تأتي لهؤلاء من قنوات أخرى لهو دليل قاطع أن المادة هي السبب الرئيس الذي على ضوئه تم استقطاب هؤلاء، ولا يمكن الخلط بأي مهنة داخل المنظومة وإدخال كل تخصص مع الأخبار، فالمحرر يظل محررا ومبدعا بالصيغة الإخبارية وانتقاء المفردات وتركيب الجمل، والمصور إبداعه يكمن باللقطات الفنية وإبراز ذلك، والمخرج فنون الصورة والشاشة لدى المتلقي، أما المعد فهو الذي يقدم المادة من تقارير ومحاور، بمعنى آخر كل في فلك يسبحون، أما مسألة من كان مخرج ويتحول إلى مقدم برامج أو معد يصبح مصورا فهي تخبطات ولا تمت للإعلام بأي صفة، وهناك من يربط بنجاح من يقود الإعلام بأن يكون حاملا للشهادات العليا في الإعلام، ومن وجهة نظري الشخصية المتواضعة أن الشهادات نجاحها يكمن فقط في مسائل التنظير (للطلاب داخل القاعات) أما مسألة قيادة منظومة إعلامية فالأهم للقبول هي الخبرة الإعلامية والتجارب، فالإعلام ممارسة وفكر وخبرات سواء قيادة قناة أو عمل داخل المنظومة كمعد أو مقدم برامج أو مصور أو مخرج، فأهمية الإعلام أصبحت ثابتة من سنوات ولكن توظيف الإعلام يحتاج أفكارا وناصرا، وما نشاهد من أحداث سواء سياسية أو غيرها تتطلب منا جهودا كبيرة، تقصيا واحترافا، مواجهة الأعداء إعلاميا تحتاج تواجدا يوميا وتوزيع النشاط في الخارج واستقطاب عقول تتواجد ومتوزعة في دول خارجية على سبيل المثال. وهناك أهمية تواجد المعاهد العلمية التدريبية الخاصة بالإعلام من إعطاء دورات لترتقي بالعناصر وترفع من مستوى الاحتراف لكي يستفيد منها طاقم العمل، لنرى القطاعات الخاصة مثل (الكهرباء وسابك والاتصالات وغيرها من القطاعات لديهم معاهد خاصة لمنتسبيها). الإعلام رسالة واحتراف، متى تواجد الفكر والإدارة والمهنية فالنجاح مضمون ومثمر.