الأداء غير مرضٍ تماماً وأنه لا يواكب تطلعات المواطن ونهضة الوطن ومكتسباته. هذا ما صرح به وزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي. الكل يعلم مدى أهمية الإعلام وتأثيره على المستوى المحلي والدولي، ولا يخفى على الكثير بأن الإعلام أداة تتمسك بها جميع الدول ومنبر يطلع على نوافذ العالم، والإعلام بأدواته وعناصره يتقدم مع تقدم الزمن ومتغيراته، يواكب التقنيات الحديثة ويواكب الأحداث، جميع دول العالم بقوة اقتصادها ومكانتها العالمية من قوة مال واقتصاد تُعطي الإعلام أهمية كبرى لأنها الوسيلة الوحيدة التي تبرز جهود وتقدم تلك الدول، إذن المسألة تتعلق بتوظيف الوسيلة وكيفية نجاحها وإثبات قوتها سواء على الصعيد المحلي أو الدولي، تصريح معالي الوزير أتى من واقع ما يراه وما يلامسه وهو رجل مسؤول في الدولة وما تفوه به معاليه هو عين الصواب، فلو نظرنا إلى الجزئية الأولى من التصريح بأنه غير مرضٍ، فالحقيقة هناك قصور واضح من حيث التواجد وملامسة الواقع فهو منذ عقود يفتقد للاحترافية والمواكبة خصوصاً خارجياً، وهنا دور الإعلام وقوته، جملة «الأداء غير مرض» كفيلة بتشخيص الواقع، والفكر وتواجده مهم لفرز الرؤى وطرح الأفكار التي تنصب للمصلحة العامة، ويأتي دور القائد وهو متقصٍ ومتابع للحركة اليومية للوسيلة، والملحوظ أن إعلامنا وخصوصاً المرئي يحتاج إعادة تنظيم، المراسلون في الخارج لم نجد تغييرا لهم، التقصي للحدث لا نجد له أي تواجد لدينا، تواجد برنامج بعد وقوع الحدث لا نجد له أي تواجد، أصبح إعلامنا فقط نقل خبر، هنا نتحدث عن الإعلام في الخارج لا الداخل، فمنذ عقد مضى ولا زال العالم يعج بأحداث ومعلومات، من حروب وحركات سياسية بينما إعلامنا بعيد عن تفاصيل تلك الأحداث دون استثمار حقيقي للإعلام خارجياً. هل لدينا شراكة حقيقية مع مؤسسات الإعلام في الخارج؟ بلادنا حفظها الله يوجد في الخارج من يعاديها، من دول وجماعات، نلاحظ أن هناك قنوات إعلامية خارجية سخرت نفسها ببرامج هدفها شن حملات على المملكة، حملات فيها الدجل والكذب لمحاولة زعزعة البلد، لكن هيههات وهيهات؛ فالمجتمع ولله الحمد متماسك ومحافظ ولديهم ولاء وانتماء للبلد، فمسؤولية الإعلام لدينا أن يحرك عجلة التواجد وبث حلقات حتى لو كانت في الخارج باستضافة المفكرين السياسين وغيرهم لبث الحقائق وتدوينها والتفوه بها للمتلقي في الخارج. هنا يكمن دور الإدارة والفكر كما تطرقنا لها بعاليه، من جهة أخرى المحافظة على مكتسبات الوطن، فمن خلال عملي في القناة الإخبارية لعشر سنوات، شاهدت عقولا شابة لديها الكثير من الهمة في العمل ولديها الفكر والتطلعات لكن ينتظر من يحتضنه ويحفزه مادياً ومعنوياً، خصوصاً الفنيين من مصورين ومصممين وفنيين بمختلف التخصصات، إن هؤلاء الشباب من أبناء الوطن هم أدوات قادرة على صنع الفارق والمميز فنحن أحق بهم ودعمهم وتحفيزهم من القنوات الخارجية سيما وأنه لدينا قدرات ومواهب تحتاج من يوجه إبداعها فلديهم الفكر الإعلامي ولديهم الرؤية، ومن خلال ذلك سنشاهد تغطيات وبرامج ليست تقليدية، إنما محتوى يرضي المواطن، نتمنى أن نجد إعلامنا وهو يرتقي، نتمنى أن نرى إعلامنا مواكبا للأحداث ومتقصيا للمعلومة، فالاحترافية هي ما ننشده جميعاً.