الثقافة بمفهومها العام هي التي تصوغ وتشكّل واقع البشر، ومن ذلك واقع المرأة. المرأة ثقافة إبداع.. وإبداع ثقافي، وهي محرك للمجتمع.. يتسم بالديناميكية.. الثقافة في حياة المرأة لا تتوقف عند حدود معينة، فكل شيء يدور في فلكها لأنها خلقت لتكون المحور والمدار. لا شيء غير الثقافة يشكل وعيها ووعي المجتمع الذي تتموضع فيه فاعليتها، وتحكمها وتتحكم فيها. النهوض بالمجتمع لا يستقيم دون المرأة، وهذا ليس انحيازًا لها.. ولكن أغلب المجتمع من النساء وفي ظل أزمة فيروس كورونا اللعين الذي يدخل الجسد وينهكه، هناك أيضًا فيروس يضرب العقول في اضطهاد المرأة، وهذا الاضطهاد ليس من الرجل فقط ولكنه أيضًا يكون من المرآة وعليها، وكما أن هناك عزلا لفيروس كورونا، فهناك أيضًا عزلا لبعضهن لعدم الثقة بالنفس. يقولونَ منْ بابِ الفكاهةِ: «المرأةُ بنصفِ عقلٍ»! لهمْ نقولُ وليسَ منْ بابِ الفكاهةِ، إنما منْ بابِ التأكيدِ بأنَ المقولة صحيحةٌ. قد يتعجّبُ البعضُ لهذا التأكيدِ.. دعوني أوضحُ قبلَ شرحِ نظريتي في هذا القولِ بأنَ «مخَ المرأةِ» أكثرُ تعقيداً من مخِ الرجلِ. هذا أمرٌ مفروغٌ منهُ علمياً.. نحنُ «بنصفِ عقلٍ».. نعمْ، لقد أفردْنا القسمَ الثاني منهُ ليملأَهُ الرجلُ ويكونُ مكملاً بدورِه لدورِ المرأةِ.. هكذا يكتملُ المشهدُ بعيداً عنِ الفكاهةِ أو الانتقاصِ منْ قيمةِ كلٍّ منَ المرأةِ والرجلِ. لقد خُلقنا المولى عز وجل سواسيةً يكمّلُ بعضُنا البعضَ بانسجام واحترام. في الختام.. يوم المرأة.. يوم الأم.. يوم الحب ويوم العطاء.. خليط ممزوج منالحب والعاطفة والعقلانية والقوة. المرأة.. الأرض والانتماء. المرأة.. الوطن.. والولاء. المرأة.. الحياة.. بكل مافيها وأجمل مافيها. المرأة.. تصنع الرجال.. بالتربية والحب. المرأة.. هي السلام. المرأة.. هي ثقافة. هكذا تكتمل الإنسانية... أختمُ كلمتي بقولٍ للفيلسوف العالمي اللبناني جبران خليل جبران حين قال: «وجهُ أمي وجهُ أمتي».