استهل المؤشر العام للسوق السعودي "تاسي" الأسبوع بارتفاع 108 نقاط، تحديدا عند مستويات 9351 نقطة، مسجلا أعلى إغلاق يومي للمؤشر العام من شهر 5 من 2019م بسيولة تجاوزت 14.7 مليار ريال. وأكد محلل السوق المالية عبدالعزيز خريص، على أن الأخبار الإيجابية في نهاية الأسبوع كان أثرها إيجابيا على السوق، حيث سجل النفط إغلاقا أعلى من 69 دولارا للبرميل، وكذلك عودة النشاطات بعد صدور قرار عدم تمديد العمل بالإجراءات الاحترازية، وساهم قطاعا المواد الأساسية والبنوك في ارتفاع المؤشر، وكانت أبرز الشركات الداعمة لهذه الارتفاعات: أرامكو ومصرف الراجحي وسابك، وفيما سجلت شركات: المتطورة وفتيحي ومعدنية وأنابيب السعودية وأميانتيت وخدمات السيارات، النسبة القصوى بارتفاع 10 %، وكانت 5 شركات قد نشرت نتائجها السنوية قبل السوق، وهي: فتيحي وإسمنت تبوك وحلواني إخوان وميدغلف والخدمات الأرضية، مع العلم أن فترة النتائج تنتهي يوم 31 من شهر مارس الجاري، وتبقى أكثر من نصف شركات السوق التي لم تنشر نتائجها حتى الآن. وقال فهد شرف: إن التأثير الإيجابي بعد تمديد الإجراءات الاحترازية رفع مؤشر السوق نحو 120 نقطة، بينما كان التأثير الإيجابي واضحا في النتائج. وأكد شرف، تأثير عودة الاقتصاد على السوق وبشكل مباشر على المؤشر والسيولة، وحدوث ارتفاعات إيجابية، وذلك ما حدث أمس في السوق، ومع وصول المؤشر إلى قيم عليا قام بجني الأرباح والعودة إلى مستويات معتدلة، يضاف إلى ذلك تحسّن نتائج الشركات وزيادة المبيعات بعدما أثر الإيقاف في تدني المبيعات والتدفقات النقدية. وكان السوق افتتح أولى جلسات هذا الأسبوع بإيجابية، حيث ارتفع المؤشر الرئيس ل "تاسي" بعد مرور الساعة والنصف من الافتتاح بأكثر من 100 نقطة فوق ال 9350 نقطة، عند 9362 نقطة (+ 1.3 %)، وسط تداولات ناهزت 2.5 مليار ريال، كان الارتفاع خلالها سمة لأغلب الأسهم المتداولة في السوق، وتقدم سهما كل من "سابك" و"مصرف الراجحي" تلك الارتفاعات عند 108.80 ريالات (+ 2 %) للأول، و89.90 ريالا (+ 1 %) للثاني، وعزا عدد من المحللين والمستثمرين في السوق تلك الإيجابية التي تطغى على أداء السوق لعدد من الأسباب الرئيسة، يأتي في طليعتها ارتفاع أسعار النفط، وأسباب أخرى يتصدرها تحفيز رفع الاحتراز الجزئي، وعودة فتح المطاعم، والمراكز، والأنشطة الترفيهية. وقال الرئيس التنفيذي لتقنيات مكيال المالية هشام أبو جامع ل "الرياض": إن الإيجابية التي تطغى على السوق مع بداية الأسبوع تأتي بدعم رئيس من التحسن الذي تشهده أسعار النفط، إضافة إلى سبب آخر، هو رفع الاحترازات الجزئية التي كانت مفروضة ضمن الجهود المبذولة لمنع تفشي جائحة كورونا. وتوقع هشام أبو جامع أن يستمر السوق السعودي محافظا على إيجابيته، متزامنا في ذلك مع التوسع في عمليات التطعيم، والتوغل في محاصرة جائحة كورونا، وعودة مختلف الأنشطة الاقتصادية لأوضاعها الطبيعية المعتادة قبل ظهور الجائحة. بدوره قال الخبير المالي والمستثمر خالد الجوهر: إن تفاعل مؤشر السوق الرئيس الإيجابي وارتفاعه نتيجة للعديد من المحفزات التي يأتي في طليعتها التحسن الكبير في أسعار النفط، واستمرار حالة التفاؤل التي تسود مختلف الأسواق العالمية، نتيجة لدنو واقتراب موعد نهاية جائحة كورونا، وما يصاحبها من ضغوط على مختلف الأنشطة الاقتصادية. وأشار خالد الجوهر، إلى أن الطلب مازال قائما لدينا على سوق متنامي السيولة ولديه قدرة على الاندفاع، خصوصا وأن قطاعات مهمة كالقطاع البنكي مازالت دون القيمة المأمولة منها. وأكد خالد الجوهر أن التفاؤل الذي يسود بين أوساط المستثمرين في السوق السعودي يدفع إلى المزيد من الإيجابية تجاه أوضاع السوق خلال العام الجاري 2021، خصوصا وأن الشركات المدرجة في السوق استطاعت المحافظة على مكتسباتها طوال عام الجائحة، وعلى الرغم من ظروف الحجر وتوقف الأنشطة الاقتصادية حقق ووزع الكثير منها أرباحا تتلاءم وضغوطات تلك السنة الاستثنائية. وكانت أسعار النفط قد ارتفعت خلال يوم الخميس والجمعة الماضيين بما يزيد على 9.6 % مقتربة من سعر 70 دولارا لبرميل خام برنت القياسي، و66 دولارا لبرميل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي محققا بذلك أكبر نسبة ارتفاع منذ ما يناهز 14 شهرا. معظم قطاعات السوق سجلت ارتفاعاً في جلسة الأمس.. أول أيام عودة النشاطات الاقتصادية والتجزئة