الماءُ.. أحسده على أسلوبهِ بالرغم من غرقي بهِ أنجو به.. جريانه نحو الشمال رسالةٌ مختومةٌ من أغنيات جنوبهِ في برزخ اللقيا تفيض دلائلٌ ليضجّ معنى الغيب في مكتوبِه الماءُ حين يحبّ يصبح غيمةً تتعّطر الدنيا بنبضِ طيوبهِ والماء إن يغضبْ فنوحٌ واقف في القفرِ مرتقبًا دليلَ شحوبهِ ستمدّنا في الآه صرخةُ مدّهِ ويعيدنا للأرضِ عند نضوبهِ لو زرته في البندقيةِ مرة لرأيتَ ظلَّ الموتِ في منسوبهِ بفراغِ نصف الكأسِ تُنسج حكمةٌ وأنا سيربكني هوى مسكوبهِ أحببتُ موجته البعيدةَ فانتهت كلُّ القصائد في سرابِ غروبه والماءُ في البئر العميقةِ قصةٌ لفتى سترشده رؤى يعقوبهِ سيُشقُّ حتى نستطيعَ عبوره ونفرّ حتى نلتقي بهروبهِ هو قصةُ الأملِ البعيد بقطرةٍ في الصخرِ يهزم مستحيلَ دروبه الماء مرآةٌ تعيد وجودنا لنذوق سرَّ الخلق في مشروبه..