عبد العزيز محيي الدين خوجة لو أنهم جاؤوك يا سيدي يا رسول الله وقلوبهم عامرة بحبك وخطاهم على الطريق الذي رسمته لهم وفيه سر سعادتهم لما عانوا الخوف وتلبسهم الحزن وكساهم البؤس.. شدوا رحالهم الى حيث الضياع فتنكبوا الطريق فإذا ديارهم حمراء قانية .. دماء تهدر ونساء ثكلى وطفولة مشردة.. لقد جئناك يا سيدي يا رسول الله فاشفع لنا بعظيم جاهك واسبغ علينا من نفحاتك لتنجينا من اليوم الرهيب.فعظيم شأنك عند ربك سامق وعظيم رحمته يكللها السماح. يا حبيبنا المصطفى .. ضاقت علينا الدنيا .. فجئناك منكسرين .. نحمل ضراعتنا .. بعد ان تاهت دوربنا وعظمت ذنوبنا.. هكذا يأخذنا شاعرنا الى هذه الاجواء شديدة الحميمية نحو المصطفى صلوات الله عليه وسلامه. لو أنهم جاؤوك لانبلج الصباح فيهم ، وما عاثت بوجهتهم رياح ما عفر الغربان شطر صهيلهم بالشؤم أو عضت على دمهم رماح ما ضج بين وجيبهم خوف تغم دهم وما ذلت على نفس جراح إني أتيتك سيدي، وبخاطري أوطاننا، ودماؤنا هدراً تباح ونساؤها ثكلى على اولادها ورجالها يلهو بهم سفَّاح حزن تماوج في النفوس وقد سرى وأنينها طفل يمزقه النواح فاشفع لنا ، يا سيدي، من ذنبنا إنا طرقنا الباب يحدونا الفلاح فعظيم شأنك عند ربك سامق وعظيم رحمته يكللها السماح ضلوا طريقهم، وما فطنوا.. ولو جاؤوك لانبلج الصباح الله .. يا الله هل جف الهواء ولم يعد يتنفس الشهداء حتى باليراع هل هانت النفس العلية مثلما سقط المتاع قد ضاقت الدنيا علينا مثل خاتمة الوداع أرواحنا انهدت على أقفاصنا تشرى هنا .. وهنا تباع يا سيدي سقط القناع على المسارح عن وجوه لم تكن إلا قناع يا سيدي لم يحمنا فمنا وقد خرت قلاع لم تكن أبداً قلاع لو أنهم جاؤوك ما شدوا رحالهم إلى جهة الضياع ها إنني قد جئت منكسراً وروحي لا تحد بغير روحك يا حبيبي قد جئت أحمل في يدي ضراعتي وتوسلي بعظيم جاهك من ذنوبي وعلى جبيني غربتي فمتى يظلل غيمك القدسي صحراء الغريب أني أحبك مثلما، من قبل ما أحببت أو من بعد من خلق وطيب وأحبك .. امتثلت لحبك جند روحي كامتثال العشب للغيث السكيب يا سيدي أنت البحيرة، والسراب قوافلي وأنا العليل وأنت من أبد طبيبي أنت الذرا فوق الذرا يا سيدي وأنا خطاً مهدودة.. تاهت دروبي أنت النهى فوق النهى والمنتهى كم قد حباك الله، علام الغيوب فلأجلك الأكوان تروى لا تزال كغيمة من قطر مبسمك الرطيب ولأجلك الأقمار تجري والكواكب في مدى الفلك الرحيب ولأجلك الأسماء قد علمت لآدم كلها في سرها المكتوب فاقرأ علينا باسم ربك نورها حتى تضيء بها دياجير القلوب نامت وقلبك لم ينم عنها لتدرأ ما يرف من الخطوب قد جئت معترفاً فهب لي نفحة أنجو بها، مولاي في اليوم الرهيب ما جفت الصحف الكريمة في يدي لكنها الدنيا كغانية لعوب مولاي هب لي منك منأى عن غوايتها ومن وسواس رونقها الطروب أنت القريب إذا ابتعدت وما ابتعدت وأنت مني نبضة القلب القريب