أولت المملكة اهتماماً كبيراً برعاية وتأهيل أبنائها من ذوي الإعاقة، وتقديم كافة الخدمات الميسّرة لهم بأعلى المستويات الاجتماعية والطبيّة والتربويّة، وقد ساهمت رؤية 2030 في تحقيق العديد من البرامج والمبادرات التدريبية والتوعوية التي يقدمها المتخصصون من أرجاء الوطن، لتمكين الفرص المناسبة لذوي الإعاقة ومساندتهم للمشاركة في الحياة الاجتماعية الطبيعية. ولتعزيز صورة التكافل الاجتماعي طرحت "الرياض" هذا التقرير لدعم الخدمات الإنسانية لذوي الاحتياجات الخاصة وفق خدمات الرعاية الشاملة لهم، والتي حرصت عليها المملكة بأعلى الدرجات وأرقى المستويات لتحسين حياتهم، وذلك بتأهيل يهدف مساعدة ذوي الإعاقة وتمكينهم من تحقيق الفاعلية، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم ليصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمع. حضارة دول في البداية تحدثت الأميرة دانية بنت عبدالله بن سعود بن عبدالعزيز -المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء ذوي الإعاقة بالرياض- قائلةً: بات الاهتمام والعناية بالأشخاص من ذوي الإعاقة يعكس حضارة الدول وتقدمها في دعم الخدمات الإنسانية بما تكفله لهم من حقوق وخدمات انطلاقاً من مبدأ تكافؤ الفرص من دون تمييز وفوارق، مضيفةً أن المملكة تضع جل اهتمامها بالأشخاص من ذوي الإعاقة على المستويات الرسمية والاجتماعية، إلى جانب ما تبنته رؤية 2030 من طرح مبادرات تدريبية وتأهيلية، ووضع استراتيجية وطنية لذوي الاحتياجات الخاصة، تعد تطبيقاً حقيقياً يعطيهم فرصة كاملة للمشاركة في الحياة الاجتماعية الطبيعية، مبينةً أنه انبثقت فكرة إنشاء جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة من أجل هدف نبيل وتوجه سامٍ لتقديم أفضل خدمات الرعاية والمساندة للأشخاص ذوي الإعاقة وذويهم، مؤكدةً أن رؤية الجمعية هي تحقيق الريادة في العمل الخيري لضمان حصول الأشخاص ذوي الإعاقة على حقوقهم. جودة حياة وأوضحت الأميرة دانية أن رسالة جمعية أصدقاء ذوي الإعاقة هي تحسين جودة الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة، مضيفةً أن أهداف الجمعية تتضمن التأهيل النفسي والاجتماعي للأشخاص من ذوي الإعاقة، حيث تقوم فلسفة التأهيل على تقبل الفرد من ذوي الإعاقة كإنسان له كيانه وكرامته الشخصية، له حقوق وحاجات إنسانية وسياسية واجتماعية، كذلك دعم الخدمات المساندة التي يحتاجها الأشخاص من ذوي الإعاقة، والتي تعمل من أجل تمكينهم للحصول على الخدمات الصحية وخدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والتخاطب وكافة الخدمات المساندة بموجب احتياجاتهم بصورة متساوية ومحترمة، مع تطوير وصول وتيسير الخدمات بالنسبة لهم، مبينةً أنه من أجل تحقيق هذا الهدف تم توفير الأجهزة التعويضية والتكنولوجيا المساعدة في تحقيق الاستقلال للأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم الخدمات الصحية والتأهيلية وفق الحالة الصحية ودرجة الإعاقة، ودعم غير القادرين بالمصروفات والدعم المادي وفق الحالة الاقتصادية والاجتماعية، إضافةً إلى تقديم دورات تدريبية تستهدف توعية المجتمع بمسببات الإعاقة وطرق الوقاية. توفير احتياجات وكشفت فاتن الضاني -مشرفة على قسم الصم بإحدى الجمعيات- عن قِصة كفاح ونجاح، وتقبل الواقع، وتغلب على الإعاقة قائلةً: عام 1424ه تم تأسيس الجمعية السمعية للقسم النسائي وتم اختياري مشرفة تشكيلية، وكان لا بد لي من إجادة المهنة وتطوير ذاتي، الأمر الذي ساعد على الإيمان بقدراتي ومن ثم اختياري مُعلمة بإحدى المدارس الأهلية، مضيفةً أنها أصبحت أول صماء تحصل على لقب مُعلمة، مبينةً أنه بعد انتهاء المرحلة الثانوية أصبحت طالبة بجامعة الملك سعود ومن خريجات الدفعة الأولى، ذاكرةً أنها سرّها ما قدمته الدولة لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، والصم بشكل خاص، فأعطت الإعانات الشهرية ومنحت السماعات مجاناً للصم، وحتى عمليات زراعة القوقعة، والعديد من الخدمات والمزايا التي تسهل عليهم أمورهم اليومية، مشيرةً إلى أن وجود العديد من الجمعيات التي تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة يدل على اهتمام الدولة بتوفير جميع الاحتياجات، والحرص على تعليمهم، حيث قدمت لهم منح الابتعاث وفتحت مسار الصم في الجامعات، مُشددةً على أهمية ابتكار وسائل ومقررات تعليمية، واليوم نسمع عن افتتاح مؤسسات للوسائل التعليمية، وتم اعتمادها من مكتبة الملك فهد وفي انتظار داعمين لطباعتها وتوزيعها مجاناً. تحقيق إنجازات وذكر منصور الجوهر -مدرب- أنه تعامل سنوات مع هذه الفئة العزيزة على قلوبنا بحكم عمله مدرباً بنادي حائل لذوي الإعاقة، ولم يقتصر الأمر على النادي فحسب، بل حتى خارج أسواره، مضيفاً: "وجدت أن لدى العديد منهم حماسا وهمّة عالية في تحقيق الإنجازات، حيث حصل أكثر من لاعب في إعاقات مختلفة على ميداليات ذهبية، كما يقابل هذه الهمّة الدعم والتحفيز بالمبادرات التي تخدمهم من قِبَل حكومتنا الرشيدة والتي وفرت لهم كل ما يخدمهم من رعاية وكذلك إعانات مالية وطبية"، مبيناً أنه يحظى النادي أيضاً بذات الدعم بالتعاون مع اللجنة البارالمبية، وهي الجهة المسؤولة عن ذوي الإعاقة بالمملكة وتشرف على البطولات ومنح الأندية الدعم المادي السنوي والاهتمام بإعطاء المدربين دورات في التدريب، وكذلك إعداد المنتخبات في جميع الألعاب وتوفير التسهيلات لذوي الاحتياجات الخاصة لإبرازهم رياضياً واجتماعياً، كذلك مراعاة احتياجاتهم كحفظ حقوقهم في المكافآت وضمّهم للمنتخب تشجيعاً لعطائهم، وغير ذلك من الخدمات مما ينعكس على دمجهم مع المجتمع والشعور بمساواتهم مع الأسوياء. نقطة تحول وعن أهمية الدور الفاعلي بالمجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة تحدثت لنا منيرة شقير الحريّص -محاضرة في جامعة القصيم- قائلةً: منذُ الصغر وحتى سن 14 عاماً لم أعلم بأنني "كفيفة" وشعرت بالفرق بيني وبين أخوتي، وبعد ما علمت بذلك أحدث نقطة تحول في حياتي أخرجتني للدنيا إلى إنسان آخر، مضيفةً: "في عام 1418ه التحقت بمعهد النور وتم قبولي أنا وأختي التي كانت كفيفة أيضاً، وقد تعلّمت في هذا المعهد طريقة برايل في يومين فقط، وكنت سريعة القراءة، لدرجة أنني أسبق المعلمات، ونظراً لتفوقي ساعدتني معلمات المعهد وتم اختباري، حيث دخلت الصف الثالث ومنه إلى الصف السادس وكان عن طريق نظام التسريع، واستمررت خلال مراحل دراستي أحصل على المركز الأول حتى حصلت على شهادة الثانوية"، مبينةً أنه بعد ذلك دخلت الجامعة -كلية التربية- التي هي حالياً كلية الآداب، ثم التحقت بالدراسات العليا ماجستير -دراسات أدبية- وتم حصولي على الشهادة الجامعية، مؤكدةً على أنها أول كفيفة درست الماجستير بالقصيم، وتم تعيينها معيدة في جامعة القصيم، معتقدةً أنها أول كفيفة بالمملكة تم تعيينها معيدة في الجامعة، مشيرةً إلى أنها الآن تُعد ناشطة في العديد من المجالات التي تخدم وطنها. لغة إشارة وقالت عمشاء عبدالله الدوسري -مترجمة لغة إشارة-: خبرتي بلغة الإشارة منذ الصغر تعلمتها من عائلتي التي يبلغ عدد الصم بها 12 شخصاً أصم، مضيفةً أنها تعمل مترجمة لغة الإشارة في المدرسة السعودية للقيادة لتسهيل مسارات الصم وضعاف السمع وترجمة المحاضرات والاختبارات وحجز مواعيدهم وغيرها من الخدمات، مشيرةً إلى أن لديها خبرة في التواصل وخدمة الصم وضعاف السمع أثناء مقابلتهم أو التواصل معهم بلغة الإشارة في المستشفى، وكذلك الترجمة للدكتور عن طريق مكالمة الفيديو بالجوال، وتقديم المساعدة لهم إذا احتاجوا ذلك. وسائل تعليمية تساعد على التخاطب مع الآخرين منصور الجوهر عمشاء الدوسري