ارتفعت أسعار النفط مجدداً، أمس، لتبلغ أعلى مستوياتها في 13 شهراً، إذ شهدت الأسواق عمليات شراء جديدة بفعل مخاوف من أن الطقس البارد المفاجئ في تكساس قد يعطل إنتاج الخام الأميركي لأيام أو ربما لأسابيع. وصعد خام برنت 89 سنتاً أو ما يعادل 1.4 بالمئة إلى 65.23 دولاراً للبرميل بحلول الساعة 05:24 بتوقيت غرينتش، ملامساً أعلى مستوياته منذ 20 يناير 2020. وربحت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 66 سنتاً أو ما يعادل 1.1 بالمئة إلى 61.80 دولاراً للبرميل مسجلة أعلى مستوياتها منذ الثامن من يناير 2020. وقدر محللو "إيه إن زد" و"سيتي غروب" حجب ما لا يقل عن مليوني برميل يوميًا من إنتاج النفط الصخري الأميركي، وقدرت "سيتي" خسارة الإنتاج التراكمية بنحو 16 مليون برميل حتى أوائل مارس، لكن البرودة الشديدة أثرت أيضًا على الطلب على الخام بسبب تعطل عمليات المصافي، وقالت: "إن مصفاة شيفرون كورب التي تبلغ طاقتها 112,229 برميلاً يومياً بمنطقة هيوستن في باسادينا بولاية تكساس أغلقت يوم الثلاثاء". وقال محللون: "إن بيئة الأسعار الأقوى سلطت مزيدًا من الاهتمام على "أوبك+"، التي ستجتمع لتحديد السياسة في الرابع من مارس"، وقالت مارغريت يانج -الخبيرة الاستراتيجية في "ديلي إف إكس" بسنغافورة-: "سيعتمد التأثير على أسعار النفط الخام إلى حد كبير على المدة التي ستستمر فيها أزمة الطاقة، ولكن من المرجح أن تعود الأسعار في النهاية إلى الأساسيات مع التركيز على الطلب العالمي على الطاقة وأوبك +". وتوقعت مصادر سوق الطاقة أن منتجي النفط في "أوبك+" من المرجح أن يخففوا القيود على الإمدادات بعد إبريل في ظل تعافي الأسعار. وينتهي الخفض الطوعي للمملكة البالغ مليون برميل يومياً الشهر المقبل، وفيما لم تتضح الصورة حيال خطط ما بعد مارس أو أي تلميحات من منظمة "أوبك" وشركائها، فإن التوقعات في المجموعة تتزايد حيث إن المملكة ستعيد الإمدادات بعد خفض مليون برميل يومياً لفترة شهرين طوعية بدءاً من أبريل، ربما بشكل تدريجي. ويبدو أن بعض أكبر الأسماء في العالم في تداول النفط وتحليله يتفقون أنه عندما يتعلق الأمر بالتنبؤ بما سيحدث بعد ذلك للسلعة المتقلبة. والبعض، مثل جيفري كوري من بنك غولدمان ساكس، وكريستيان مالك من مورغان ستاينلي، واثقون من أن النفط جاهز للدورة الفائقة التالية وهي ارتفاع مطول في أسعار النفط، وعندما يشيرون إلى هذا الارتفاع، فإنهم يتحدثون عن 80 دولارًا، أو حتى 100 دولار للبرميل. ويقول آخرون، مثل المحلل النفطي أرجون مورتي، الذي توقع بشكل صحيح آخر إنجاز بقيمة 100 دولار للبرميل الذي شوهد بين عامي 2008 و2014: إن الحديث عن هذه الدورة الفائقة التالية قد يكون متسرعًا بعض الشيء. وبالنسبة لكريستيان، يرى موقفًا يفوق فيه الطلب العرض، وسبب تنبؤات الدورة الفائقة بسيط يكمن في حزم التحفيز، وعلى الأخص حزمة التحفيز التي من المتوقع أن تطرحها حكومة الولاياتالمتحدة، والتي من شأنها أن تعزز الاستهلاك، ووفقًا لكوري، فإن هذا التحفيز سيخلق "استهلاكًا كبيرًا، كثيف السلع الأساسية" حيث تستهدف حزمة التحفيز في الغالب الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط. وقال موضحاً: "إن هؤلاء الناس لا يقودون سيارات تسلا الكهربائية"، بيد "أنهم يقودون سيارات الدفع الرباعي". من ناحية أخرى، يعتقد مورتي أنه إذا زاد الطلب على النفط بمقدار نصف مليون برميل يوميًا خلال العام المقبل، فلن يكون ذلك كافياً لتجاوز العرض، وكنقطة مرجعية، انخفض الطلب العالمي على النفط بنحو 10 ملايين برميل يوميًا نتيجة الوباء في العام 2020. ومع ذلك، إذا زاد الطلب على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا، فقد يتبع ذلك دورة فائقة.