كي تعيش بسلام عليك أن تقتنع بفكرة أنك لستَ محور الكون، ولا يدور كل شيء حولك فقط، وأنت لست المقياس أو النموذج الصحيح لكل شيء. والذي تريد من الجميع القياس عليه، اقتنع بأنك لست مميزاً، ولا تختلف عن غيرك، حتى لو كنت تتصوّر بأنك تحمل موهبةً مميزةً، أو فكراً سديداً، فغيرك يحمل شيئاً آخر. فلتؤمن بفكرة أنك شخص عادي من مليارات الأشخاص الذين يعيشون على هذه الأرض. أنت بطل قصتك. أنت وحدك، ولست بطل قصص الآخرين. أنت اسطورة في حياتك التي تصنعها، وليس في حياة غيرك. تميز وتقدم وأبدع؛ ولكن كل ما تفعله لك وحدك، فأنت تصنع مجدك أنت لا مجد الآخرين. لا تقس صحة أو خطأ أفعال الآخرين على مقياسك أنت، فأنت لست النموذج الصحيح الذي يُقاس عليه، كل الناس، لا تظن أن مقياس الصواب هو الحالة التي أنت عليها، من أخلاق، أو دين. قرأت مقالاً منذ فتره بعنوان: «عدّل نفسك»، يقول فيه كاتبه عمّن يعتبر نفسه النموذج الصحيح: فإذا كنا نقود مركبة مثلاً وكانت أمامنا مركبة يقودها صاحبها ببطء فإننا لا نتردّد في وصفه بالبليد، أو الخائف، وإذا تجاوزتنا سيارة مسرعة فإننا نصف سائقها بالمتهور، والسبب أننا نعتبر أنفسنا، أو السرعة التي نقود بها هي «النموذج»، الذي يجب أن يُقاس عليه سائر الناس، فمن زاد علينا فهو من أهل الإفراط ومن نقص عنا فهو من أهل التفريط. كما أننا نصف من ينفق أمواله بالطريقة التي نقوم بها فهو في نظرنا شخص «معتدل كريم»، فإن زاد في صرفه عنا فهو مسرف، وإن قلل فهو بخيل. كما نصف من يملك ما يشبه جرأتنا بأنه عاقل، فإذا زاد فهو متهور وإذا نقص فهو جبان. عليك أن تواجه هذه الحقيقة أنت لست المقياس ولست محور هذا الكون لا تتوهم بأنك مصاب بشرر العيون وتعلق فشلك على الآخرين، لا تتوهم بأنك محسود، وأن كل ما أصابك من فشل أو عرقل أمرك شيء ما فهذا لأن فلان أصابك بعين وفلانة تحسدك وتغار منك، اقنع بفكرة أن نجاحك نتيجة اجتهادك أنت وحدك، وأن فشلك ما هو إلا بسبب تقصيرك ليس إلا، فلا أحد مسؤول عن نجاحك، أو فشلك سواك.