أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان الفريق أول عبدالفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة أن السودان لا يريد حرباً مع الجارة إثيوبيا وليس لديه أي مصلحة في محاربة أي دولة من دول الجوار، مشدداً على رغبة السودان في التوصل لحدود تحفظ له حقوقه ويتم فيها وضع العلامات على الأرض. وقال البرهان إن ما قامت به القوات المسلحة على الحدود الشرقية هو انتشار للجيش داخل الأراضي السودانية، فضلاً عن تأمين الحدود الدولية في المواقع المعروفة، مبيناً أن منطقة الفشقة ظلت تتعرض لهجوم متكرر على المزارعين السودانيين من قبل الجانب الإثيوبي. وأضاف "ما سمعناه بأن هذه الأرض إثيوبية هو أمر جديد يستدعي منا أن نقف موقفاً مدافعاً عن أرض السودان". وقال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، إن القوات المسلحة قامت بهذه العملية بتنسيق كامل مع الجهاز السياسي والتنفيذي في الدولة. وحيا القائد العام للقوات المسلحة، شهداء السودان على مر الحقب الذين مضوا من أجل وحدة وبقاء الدولة السودانية، مشيداً بالملاحم المشتركة بين الجيش والشعب والتي تجلت في ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل. وثورة ديسمبر التي تكاملت فيها جهود المؤسسة العسكرية مع نضال الشعب السوداني. وأشاد البرهان بدور القطاع الخاص في إسناد الجيش، وقال إن هذه المبادرة جاءت في وقتها تماماً لأن العلاقة بين الشعب والقوات المسلحة شابتها بعض الشوائب والتي ستزول بفضل هذه المبادرات، مؤكداً على ضرورة تنقية هذه الشوائب باعتبار أن الجيش جيش الشعب. من جانب آخر، أسفرت اشتباكات قبلية في إقليم دارفور غرب السودان عن مقتل 48 شخصاً على الأقل، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أمس الأحد نقلاً عن بيان لنقابة الأطباء في المنطقة أوضح أن المواجهات "لا تزال جارية". ونقلت سونا عن بيان لنقابة الأطباء في غرب دارفور "ارتفاع حصيلة الضحايا نتيجة هجوم الميليشيات على مدينة الجنينة غرب دارفور السبت إلى 48 قتيلاً". وأضاف البيان أن "الأحداث الدموية لا تزال جارية في مدينة الجنينة مخلفة 48 قتيلاً، و97 جريحاً حسب إحصاءاتنا الأولية، ويتوقع ازدياد هذه الحصيلة". واندلعت الاشتباكات بين قبيلة المساليت وبدو عرب رحل، ثم هاجمت ميليشيات مسلحة مؤيدة للبدو الرحل الجنينة وأضرمت النيران في عدة منازل، حسبما ذكر شهود عيان. وقالت الوكالة السودانية إن أعمال العنف اندلعت "إثر مشاجرة بين شخصين خلفت اثنين من القتلى وجرح آخرين وحرقاً لبعض المنازل المبنية بالمواد المحلية". وأكد فرع نقابة الأطباء بولاية غرب دارفور وجود صعوبات في حركة الكوادر الطبية لمعالجة الجرحى، وقالت إن "الكوادر الطبية تبذل جهداً في تقديم الرعاية الطبية للجرحى والمصابين في ظل صعوبة الحركة". وتوقعت نقابة الأطباء ارتفاع عدد الضحايا في ظل استمرار الاشتباكات. من جهتها، أكدت هيئة محامي دارفور في بيان حول "الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة الجنينة"، نقلته الوكالة أيضاً "ضرورة الإسراع بنزع السلاح في دارفور وبسط هيبة الدولة والتحقيق في الأحداث" التي "بدأت بجريمة جنائية عادية تم القبض فيها على الجاني قام بعض المتربصين باستغلالها". ودانت الهيئة "نشر الذعر في الجنينة ومحاصرة معسكر ومنطقة كرنديق وما حولها، وممارسة انتهاكات لحقوق الإنسان وتفشي أعمال السلب والنهب في المدينة".