تخطو المملكة خطوات جادة نحو الأمام، وترسم ملامح مستقبلها بالطريقة التي تحلم بها وتسعى إليها، معتمدة على عزيمة الشعب السعودي ورغبته الأكيدة في العبور بالبلاد إلى مصاف الدول المتقدمة، التي تتسلح بالعلم والتقنيات الحديثة القادرة على اختصار الوقت والجهد معاً، وتحقيق أقصى درجات المنفعة للوطن والمواطن. ويترجم مشروع "ذا لاين" الذي أعلن عنه سمو ولي العهد، ضمن مشروع "نيوم"، الطموحات التي يسعى سموه إلى تحقيقها على أرض الواقع، بأن يكون للمملكة مدن ذكية، تسهم في توفير بيئة صحية آمنة للإنسان، كي يعيش ويعمل ويبدع، وفي هذا المشروع، ينتصر ولي العهد للطبيعة التي لطالما اشتكت من عبث الإنسان بها، وإفساد مكوناتها بسبب تقدمه التكنولوجي والصناعي. بالإعلان عن مشروع المدن الإدراكية الذكية من الصفر، فالمملكة تسجل اسمها كرائدة وصاحبة سبق عالمي، في بناء مثل هذا النوع من المدن، حيث لم يسبق في تاريخ البشرية المعاصر أن تم بناء مدينة من الصفر كما يحدث اليوم على أرض نيوم. وعندما يعلن ولي العهد مثل هذا المشروع، فهو يجدد الثقة في الشباب السعودي، ويراهن على سواعده في تنفيذه على أرض الواقع، بفكر جديد، ورؤية تستشرف المستقبل وطموح مغاير، والمشروع بتطلعاته وأهدافه، سينقل المملكة إلى مكان آخر تماماً، ويدفعها لأن تكون قطعة من قارة أوروبا المتقدمة، وهذا ما وعد به ولي العهد، ليس على مستوى المملكة فحسب، وإنما على مستوى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، واليوم يفي سموه بالوعد. لقد أثبتت هذه المدن جدواها وأهميتها الاجتماعية والاقتصادية في دول العالم الأول، واليوم يرى ولي العهد أنه حان الوقت لأن يكون للمملكة مدن مماثلة، بل أكثر تطوراً منها، تسرّع من وتيرة تنفيذ تطلعات رؤية 2030 بكل ما فيها من برامج تطوير وتحديث وإعادة صياغة. ويبقى اللافت في تأسيس مشروع "ذا لاين"، تضمينه أهدافاً اقتصادية، تعزز استمراريته وتؤكد الجدوى منه، عبر إسهامه في التنويع الاقتصادي، من خلال توفير 380 ألف فرصة عمل، ليس هذا فحسب، بل وإضافة 48 مليار دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، فمثل هذه الأهداف يعكس الجانب العملي في مشروعات الرؤية، بأن تكون ذات قيمة مضافة، تنعكس على معيشة المواطن، وعلى موارد الحكومة.. وفي هذا سر نجاح الرؤية وشهرة مشروعاتها.