بدأت القمة الخليجية ال 41 انعقادها في العلا بكلمة سمو ولي العهد للمملكة العربية السعودية وقد بيّن سموه أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وجَّه بتسمية هذه القمة بمسمى (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح) - رحمهما الله - وذلك تقديرا منه - حفظه الله - لجهودهما الخليجية. من هذا المسمى يتضح الوفاء الكبير عند المملكة العربية السعودية وحكامها لمن يخدم الأخوة الخليجيين ولم ينسوا هذين الحاكمين وجهودهما. وقبل ذلك استقبل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حاكم دولة قطر الأمير تميم بن حمد آل ثاني بكل الحفاوة والترحيب وهذا يدل على أن المملكة مهما كانت خلافاتها مع أخوتها إلا أنها تظل تحنو على الجميع وتمد يدها لإخوانها وتسعى دائما إلى الاتفاق ونبذ كل الخلافات التي تشوه عمق العلاقات مع الأشقاء العرب، وقدمت شكرها من خلال الكلمة التي ألقاها الأمير محمد بن سلمان لجهود دولة الكويت الشقيقة والولايات المتحدة في سبيل رأب الصدع، ويبقى قلب المملكة كبيرا لأشقائها الخليجيين والعرب. يظهر من كلمة سمو ولي العهد التي ألقاها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين حرص المملكة على مصالح الدول الخليجية من خلال دعوتها إلى تكاتف الجهود للوقوف ضد من يشكل تهديدا لأمنها من خلال (البرنامج النووي الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة)، وأكدت كلمة المملكة أن المسؤولية كبيرة أمام الدول الخليجية بهذا الشأن من خلال دعوة المجتمع الدولي لوقف عبث إيران. تعدُّ هذه القمة استثنائية ومميزة ونجد ذلك من خلال مضمون كلمة سمو ولي العهد والنقاط التي أشار إليها في كلمته بكل وضوح، بل إنه أكد على أن سياسة السعودية ثابتة ولا تتغير، ومن أولويات رؤية الطموح 2030 وفي مقدمة أولوياتها مجلس تعاون خليجي موحد وقوي. تسعى مملكتنا من خلال ترؤسها لهذه القمة بأن تكون هذه القمة انطلاقة حقيقية نحو تعاون مزدهر بين الأشقاء الخليجيين والعرب والمسلمين لتنعم الدول جميع الدول بالازدهار والنماء. ومن المهم جدا أن تكون الدول الخليجية والعربية والإسلامية صفا واحدا ويربطهم التعاون المشترك الذي يصب في مصلحة الجميع ويكفل الاستقرار والأمن والأمان للشعوب والوقوف ضد من يشكل خطرا على أمن دول الخليج حيث إنها تعد هي القبلة الإسلامية والاقتصادية لجميع الدول العربية والإسلامية. سوف يخلد التاريخ أن القمة الخليجية في العلا هي قمة الوفاء والمحبة والتعاون والانطلاقة نحو الغد المشرق المزدهر للدول الخليجية. حفظ الله وطننا وخليجنا من كل سوء وأدام الله على أوطاننا ازدهارها.