تحدث الكثير من الكتاب والمحللين عن نجاح القمة الخليجية الحادية والأربعين والتي عقدت في محافظة العلا بالأمس، كما حظيت بتغطية إعلامية عالمية على مستوى القنوات والإذاعات والصحافة، ليس ذلك فحسب بل تصدرت وسوم (قمة العلا) تويتر وغرد مئات الآلاف باختلاف اللغات عن هذه القمة، والتي نجحت بفضل الله جلّ وعلا ثم بحنكة قادة دول مجلس التعاون الخليجي جميعاً. لن أتحدث اليوم عن نجاحها منقطع النظير، والذي أفرح كل محب وأغاظ كل عدو، ولن أتطرق للمواقف الأخوية التي حصلت وأشاد بها العالم بأسره في هذه القمة، والتي أطلق عليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح»، كتعبير تقدير لهذين الزعيمين وما قدماه لأمتيهما وللخليج عموماً، وخرج بيان يثلج الصدور ويزيد من اللحمة الخليجية ويربط مصالحها ببعضها، ويسهل على شعوبها التعلم والاستثمار والعلاج والتنقل بين دول مجلس التعاون الخليجي ولله الحمد، حديثي عن شخصية قيادية ملهمة أبهرت العالم، إنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله -، تابعت بدقة وتمعن وفخر هذا القائد الفذّ، كيف كان يقف ويستقبل القادة، وكيف كان يرحب بهم وابتسامته تعلو محيّاه رغم الكمّامة التي كان يرتديها إلا أنها كانت واضحة جليّة، إنه شخصية قيادية بكل المقاييس، استقبل الجميع عند سلم الطائرة، وكذلك عن بوابة قصر المرايا بكل حفاوة، يمشي بخطوات واثقة مدروسة ويتصرف كقائد أمة، ولا غرابة فهو خريج مدرسة «سلمان بن عبدالعزيز» ولي أمرنا الذي ولد قائداً منذ نعومة أظفاره. افتتح القمة وتحدث بقوة شخصية كانت واضحة في نبرات صوته، وطريقة إخراجه للحروف من بين شفتيه، أدار القمة وكأنه سبق وأدار مئات القمم مع أنها أول مرة يقود فيها قمة بهذا الحجم وفي هذا الوقت العصيب، أدارها بجداره وكان يعرف متى يتحدث فيقنع، ويقول فيُسمِع، في وقت لا يتجاوز «40» دقيقة أنهى القمة بنجاح واقتدار، وجعل جميع القادة والزعماء يفخرون بهذا القائد الخليجي السعودي الشاب، ويثقون بحرصه ليس على شعب المملكة فحسب، بل على جميع شعوب الخليج، وحرص سموه على مستقبل أبناء الخليج ونظرته المستقبلية بأن تكون منطقة الخليج أوروبا الشرق. لقد أوكل له مولاي خادم الحرمين الشريفين مهمة جليلة ليقود قمة استثنائية في ظروف استثنائية وفي وقت عصيب، ولم تخِب نظرة الملك الثاقبة في ابنه وعضيده القائد الفذّ، الذي يعرف متى يحتوي وكيف يعالج الأزمات بقلب مسلم عربي أصيل. «يالله حيّه يالله حيّه، نورت المملكة» بهذه الكلمات افتتحت القمة وفتحت معها علاقة جديدة رسمت خارطة بدأها الأجداد والآباء، وسيكملها بمشيئة الله الأبناء برؤية طموحة وهمة ثابتة راسخة كثبات جبال العلا الشامخة.