في الوقت الذي ينتظر الملايين دورهم في التطعيم بلقاح كوفيد- 19 وربما يطول انتظارهم، يستخدم محتالون على الإنترنت البريد الإلكتروني وتطبيقات التراسل في إغراء ضحاياهم بإيهامهم أن بإمكانهم الحصول على جرعة خلال أيام مقابل مبالغ زهيدة تصل إلى 150 دولاراً، وحذر مسؤولون أوروبيون وأميركيون عامة الناس من المحتالين الساعين للحصول على أموالهم وبياناتهم الشخصية ويقولون إن أساليب الاحتيال باستغلال الحاجة للقاح كوفيد- 19 في ازدياد. وتقول شركة الأمن السيبراني ريكوردد فيوتشر التي تتابع أساليب الاحتيال فيما يتعلق بكوفيد- 19 على الإنترنت: إن نطاقات مواقع الإنترنت التي تتضمن كلمة لقاح مع كلمة كوفيد- 19 أو فيروس كورونا زادت لأكثر من مثليها منذ أكتوبر تشرين الأول لتصل إلى حوالي 2500 نطاق في نوفمبر تشرين الثاني عندما اقتربت اللقاحات المشروعة الأولى من الحصول على موافقات السلطات المعنية، وقالت لينزي كاي المديرة بشركة ريكوردد فيوتشر: "حتى الآن يبدو أن الكثير من هذه النطاقات مجرد تسجيل لعناوين انتهازية لكن بعضها سيستخدم في محاولات للحصول على معلومات بإغراء الناس بالضغط على روابط" خبيثة. وأضافت أن فريق العاملين معها الذي يعمل على مسح الشبكة المظلمة لم يصادف حتى الآن أي لقاح مشروع محول من منشآت الرعاية الصحية أو مخزونات الدول، ويستغل المحتالون مخاوف الناس من توزيع اللقاحات بوتيرة أبطأ كثيراً مما وعد به المسؤولون للوقاية من الفيروس الذي راح ضحيته أكثر من 1.8 مليون مصاب على مستوى العالم حتى الآن، وسيضطر معظم الناس للانتظار حتى الربيع بل وربما حتى الصيف للحصول على جرعتهم. وفي الولاياتالمتحدة قال المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها: إن حوالي 4.5 ملايين شخص تلقوا الجرعة الأولى حتى الاثنين الماضي، ويمثل ذلك أقل من ربع العدد الذي كان من المفترض أن يتم تطعيمه باللقاح بنهاية 2020 طبقاً لتوقعات حكومية سابقة. وقد أجرت وكالة رويترز بحثاً على الإنترنت وفي منتديات الشبكة المظلمة، أي الشبكات الخاصة المتصلة بالإنترنت والتي يتطلب الاتصال بها برمجيات معينة، وعلى تطبيق التراسل تلغرام واكتشفت سبعة عروض مختلفة للقاحات مزعومة. وتتضمن وسائل الاحتيال رسائل بالبريد الإلكتروني تعد بإدراج اسم المشتري في قوائم يفترض أنها سرية للحصول على اللقاح أو مكالمات هاتفية مسجلة مسبقاً تنتحل صفة الوكالات الحكومية، وأضافت لوحات الرسائل على الشبكة المظلمة لقاحات كوفيد- 19 إلى قوائم السلع التقليدية المعروضة للبيع سراً. وقد حذرت وكالات إنفاذ القانون ومنها مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي والشرطة الدولية (الإنتربول) من ظهور أساليب احتيال مرتبطة بجائحة فيروس كورونا وقالت: إن العلاجات واللقاحات الزائفة التي يتم الإعلان عنها على مواقع زائفة قد تشكل مخاطر سيبرانية ومخاطر كبيرة على صحة الناس بل وأرواحهم. لقاحات وأسلحة وأموال وعلى منتدى أجارثا على الشبكة المظلمة تُعرض لقاحات زائفة لكوفيد- 19 جنباً إلى جنب مع الكوكايين والأدوية المهدئة "وأوراق نقد مزيفة فائقة الجودة" ومسدسات وبطاقات هدايا، وعرضت صور لمخزونات من اللقاح وعرضت الجرعات بأسعار تبلغ 500 دولار أو 1000 دولار أو ما يعادلها بالعملة الإلكترونية بيتكوين، وعلى موقع آخر على الشبكة المظلمة يدعي بائع أنه من "معهد ووهان للعلوم" ويعرض لقاحات كوفيد- 19 مقابل تبرع ويطلب من المشترين تقديم تاريخهم الطبي. وعلى تلغرام تزعم عدة قنوات أنها تعرض لقاحات كوفيد- 19 بمصاحبة صور للمخزونات، وعرض أحد المستخدمين لقاح شركة موديرنا بسعر 180 دولاراً للجرعة وزعم أن لقاح شركتي فايزر وبيونتيك بمبلغ 150 دولاراً ولقاح أسترازينيكا سعره 110 دولارات للجرعة، ورداً على سؤال عن كيفية شحن اللقاحات قال صاحب الحساب: إنها ستنقل في صندوق يتم التحكم في درجات الحرارة داخله وعبوات بالثلج خلال بضعة أيام أو في اليوم التالي مقابل تكلفة إضافية. وتحتاج لقاحات كوفيد- 19 الحقيقية لاسيما لقاح فايزر/بيونتيك لنقلها في درجات حرارة منخفضة تخضع لضوابط معينة لكي تحتفظ بفاعليتها وتزود شركات الأدوية الشحنات بأجهزة لتتبع درجات الحرارة لضمان المحافظة على برودتها. وحتى الآن اعتمدت الولاياتالمتحدة لقاحين للمرض للاستخدام الاستثنائي هما لقاحا فايزر/بيونتيك وموديرنا، وأقر الاتحاد الأوروبي لقاح فايزر/بيونتيك ومن المتوقع أن يعتمد لقاح موديرنا خلال الأسبوع الحالي. واعتمدت بريطانيا هذين اللقاحين وأضافت إليهما اللقاح الذي طورته جامعة أكسفورد مع شركة أسترازينيكا. وسئلت فايزر عن أساليب الاحتيال فقالت: إنها اتخذت خطوات دقيقة لتقليل خطر التزييف وإنها تتبع الاتجاهات بكل دقة. وقال متحدث باسمها في بيان: "يجب ألا يحاول أحد الحصول على اللقاح عن طريق الإنترنت، فلا يباع لقاح مشروع على الإنترنت، وأن يتم تطعيمهم فقط في مراكز التطعيم المعتمدة أو من خلال مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين". وأحالت موديرنا طلباً للتعليق إلى وزارة الصحة والخدمات البشرية الأميركية التي لم ترد، وحثت وزارة الصحة ومكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل الأميركية عموم الناس على الإبلاغ عن أي عمليات احتيال فيما يتعلق باللقاح.