استقبلت مراكز لقاح كورونا في المملكة المواطنين والمقيمين للحصول على لقاح "فايزر-بيونتك" مجاناً، ضمن الخطة الوطنية للقاح التي تنفذها وزارة الصحة، لتبدأ معها رحلة الأمل التي لطالما حرصت القيادة عليها منذ الوهلة الأولى الذي انتشر فيه الفيروس ليصبح بعد ذلك جائحة عالمية. وارتسمت بوادر الانفراج منذ ظهور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، يتلقى اللقاح، في إشارة إلى نشر الطمأنينة، وحرص سموه ومتابعته المستمرة لتوفير اللقاحات للمواطنين والمقيمين، وتوجيهاته الدائمة بتقديم أفضل الخدمات لهم. كما استطاعت المملكة تجاوز أزمة جائحة كورونا بأقل الخسائر في ظل الجهود التي بذلتها الدولة لحماية المواطنين والمقيمين، والتي تمثلت في تكثيف الإجراءات الاحترازية الاستباقية، والتأكيد على أن صحة الإنسان أولاً، وتوفير اللقاح الآمن والمعتمد في وقت قياسي، مما جعل المملكة من أفضل دول العالم في مواجهة جائحة كورونا. وجاء قرار موافقة "الهيئة العامة للغذاء والدواء" على تسجيل اللقاح وإتاحة استخدامه استناداً إلى البيانات التي تقدمت بها شركة "فايزر" إذ باشرت الهيئة عمليات مراجعة وتقييم ملفات التسجيل من جوانب عدة شملت تقييم بيانات فاعلية اللقاح وسلامته التي توضحها التجارب والدراسات السريرية، وكذلك التحقق من جودة اللقاح من خلال مراجعة البيانات العلمية التي تبيّن جودة التصنيع وثباتية المنتج. من جهته قال المحلل الاقتصادي د. سالم باعجاجه: "إن توفير اللقاح أعطى اطمئناناً لجميع المواطنين والمقيمين في المملكة، أن هذا اللقاح سيخفف من آثار هذا الوباء، وسيقضي على فترة الخوف والرهبة التي كان الجميع يعيش بها"، وأضاف باعجاجه "لن تتأثر المؤسسات والشركات في ظل وجود اللقاح، كما تأثرت بالوقت الذي انتشر فيه الوباء، وستكون هناك عودة فعلاً إلى أعمال جميع الموظفين والعاملين بشتى الأنشطة والقطاعات، مما يدعم زيادة الإنتاجية التي تؤدي لنمو الإيرادات على الشركات والمؤسسات"، ولفت باعجاجه، إلى أن العرض والطلب على السلع الاستهلاكية سيرتفع، مشيداً بخطوة توزيع اللقاح بشكل مبكر والانعكاس الإيجابي وتحسن الأداء وتحقيق النمو في الأنشطة الاقتصادية خلاف ما كانت عليه في وقت الجائحة. بدوره أشار المحلل الاقتصادي ثامر الفرشوطي، إلى أن تأثير وجود اللقاح يدعم التفاؤل في تحقيق النمو الاقتصادي وعودة الحياة لطبيعتها، وهذا ما أصبحنا نشعر به، حيث زالت الرهبة والخوف مما دعا الناس للخروج وزيارة المطاعم وملاعب كرة القدم وأيضًا الأماكن الترفيهية مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية، مما ينعكس ذلك بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني، ولفت الفرشوطي، إلى أن سلاسل الإمداد في المملكة لم تتأثر بشكل كبير خلال الجائحة، حيث سخرت المملكة جهودها لدعم استقرارها، وذلك مما ساهم بتوفر جميع السلع والمنتجات بشكل ممتاز، وأشار الفرشوطي، إلى أن توزيع اللقاح في المملكة سيساعد على عودة الزيارات بشكل أكبر لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهذا سينعش قطاع الفندقة والسياحة بشكل أكبر. وقال المحلل الاقتصادي محمد العمران: "كانت تشير التوقعات لمعدلات النمو الاقتصادي في المملكة بنحو 3 % وعلى المستوى العالمي قرابة 4 %، ولكن بتوفر اللقاح الجديد وطرحه وبدء عمليات التلقيح في عدّة دول ربما ترتفع هذه التوقعات لمستويات أعلى"، ولفت العمران، إلى رفع صندوق النقد الدولي من معدلات النمو المتوقعة، كما تأتي المعدلات متسارعة وهناك تفاؤل كبير، والإنفاق الحكومي متزايد في معظم دول العالم وذلك ما سيخلق بيئة إيجابية للاقتصادات العالمية، وأشاد العمران، بالخطوات المبكرة التي قامت بها المملكة بتوفير اللقاح بشكل مجاني للمواطنين والمقيمين، مما سيعمل على تقليل أعداد الإصابات في الفترة المقبلة ويؤدي إلى خفض زيارات المستشفيات وأعداد الوفيات، وسيفتح آفاقاً جديدة للاقتصاد الوطني وخلق بيئة جذابة للاستثمار.