شهدت السماء فوق نصف الكرة الشمالي عرضاً يحدث مرة واحدة في العمر؛ إذ اقترب أكبر كوكبين في المجموعة الشمسية وكأنهما يلتقيان في حدث سماوي يسميه علماء الفلك «الاقتران العظيم». وشهدت الظاهرة النادرة تقارباً شبه تام بين مداري كوكبي المشتري وزحل، وتزامن ذلك مع الانقلاب الشتوي يوم الاثنين الماضي، وهو أقصر يوم في العام بالنسبة لأولئك القادرين على مراقبة الاقتران في سماء صافية، بدا الكوكبان أقرب وأكثر بريقاً من أي وقت مضى منذ 800 عام. وقال عالم الفلك في مقر إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) هنري ثروب: إن المشتري الأكثر بريقاً والأكبر، كان يقترب تدريجياً من زحل في السماء لأسابيع بينما يسير الكوكبان حول الشمس، كل منهما في حارته الخاصة في مضمار سباق سماوي هائل. وكانت جمعيات الفلك في المملكة استعدت لرصد وتوثيق ظاهرة اقتران كوكبي المشتري وزحل أكبر كوكبين في مجموعتنا الشمسية في حدث نادر لا يتكرر، إلا بعد عقود عدة. وقال شرف السيفاني رئيس مجلس الإدارة لجمعية آفاق لعلوم الفلك: «إن الجمعية تحضرت لرصد الحدث النادر عبر رصده بالتلسكوبات الخاصة بالجمعية من سماء المملكة»، مؤكداً قدرة الجمعيات الفلكية في المملكة على تحديد ورصد مواقع الكواكب في نظامنا الشمسي، وتابع: «إن الحدث نادر وفريد من نوعه وتكراره بالطريقة نفسها لا يتحقق إلا بعد نحو 60 عاماً، وسيكون الكوكبان الضخمان على خط واحد وفي أقرب نقطة لهما، والمسافة تقاس عبر التلسكوب». وقال سلمان آل رمضان رئيس جمعية الفلك بمحافظة القطيف السابق: «إن الاقتران في الفلك يعني اجتماع جرمين فلكيين على مستوى سماوي واحد أو إحداثي سماوي كاجتماع الشمس والقمر في بداية الشهر القمري، أو اقتران القمر ومنازله أو أحد كواكب المجموعة الشمسية، أو أحد الكواكب ونجم ما، وكذلك اجتماع كوكبين أو أكثر، ومن ذلك الاقتران المميز الذي يجمع أكبر كوكبين في النظام الشمسي وهما كل من كوكب المشتري وكوكب زحل في يوم الانقلاب الشتوي (دخول فصل الشتاء فلكياً) ويواصل الكوكبان اقترابهما من بعضهما منذ فترة حتى يصل البعد بينهما أقل من درجة قوسية، وهنا يظهران غرباً بعيد غروب الشمس حيث يتألق كوكب المشتري بسطوعه الذي يفوق النجوم، فيما يبدو كوكب زحل بلونه المائل للصفرة كنجم ثابت النورانية وهما يجتمعان في برج الجدي».