ماذا؛ لو ذهبت لتزويد مركبتك بالوقود، وقدم لك العامل الخدمة مجاناً، وباقة ورد مع ابتسامة لطيفة، ليكسب رضاك؟ هذا السلوك فوق المتوقع. لكن لو قام العامل بتزويد سيارتك، وقدمت له الحساب، وذهبت. فهذا السلوك المتوقع. لكن إذا خدش العامل مركبتك أو رفض تزويدها بالوقود، فهذا السلوك دون المتوقع. إن حقيقة الحياة غريبة متقلبة لا تدوم لأحد. اليوم أرى أشخاصاً سعداء، نظرة الحب والشوق واللهفة في عيونهم، وفجأة، وبدون سابق إنذار، كل شي يتغير، ونتألم كثيراً، ونتعب. نحاول أن نخبئ مشاعرنا، ولكن الحياة تستمر. الحياة عجيبة، ومفجعة. لماذا كل هذا ونحن بشر نستطيع أن نفهم بعضنا البعض؟ لكننا نحب أن نصعب الأمور، ونعقدها. لا نعلم ماذا يخبئ لنا القدر. ولكن ما أعرفه جيداً، وما جربته، أن التصرف مع جميع أمور الحياة بذكاء، وتوقع دون المتوقع دائماً، قد يخفف الكثير من مصاعبها، وأيضاً التغافل، ومحاولة نسيان الأشياء، أو حتى التظاهر بالنسيان. محاولة جيدة. ما هذه الحياة التي تؤلمنا، ونتألم كثيراً وأحياناً نبكي، ونرى اختلاف الشخصيات في تقبلها وتعاملها مع الصدمات، والمشكلات. بعض الشخصيات أستطيع أن اسميها كتاباً مفتوحاً؛ تقول وتترجم جميع ما تشعر به، تبكي، وتحضن الأشخاص القربيين لها. نرى الشخصيات اللطيفة في حياتنا وجودها يشعرنا بالتفاؤل والحياة وبطاقة إيجابية رغم أن هذه الشخصيات تقدم أشياء بسيطة مثل أسلوب راقٍ أو طريقة سلام مميزة، وأحياناً تقدير وشكر أو مدح وثناء، أو ابتسامة دائمة تجعلنا سعداء وتصنع يومنا بحب وبطاقة عجيبة. قال سفيان الثوري: (ما رأيت عبادة أجل وأعظم من جبر الخواطر إماطة الأذى عن مشاعر وقلوب الناس لا يقل درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم، اجبروا الخواطر وراعوا المشاعر وانتقوا كلماتكم وتلطفوا بأفعالكم ولا تؤلموا أحداً وقولوا للناس حسناً) الحياة قصيرة جداً وفكرة أن الموت قد يأتيك بغتة دون أن ترتب وداعاً لمن حولك أو حتى اعتذاراً، شعور مؤلم للغاية، اللهم طيّب الأثر وأحسن الرحيل. تقول المذيعة الأميركية الشهيرة، أوبرا وينفري (أعظم التحولات تأتي من أصغر التغيرات، تغير بسيط في سلوكك يمكن أن يغير عالمك ويعيد تشكيل مستقبلك). أحاول دائماً أن أكون فوق المتوقع، شعور جميل يحمل الكثير من المعاني يشعرني بسعادة وبثقة عالية وبفخر كوني أحاول تهذيب وتغيير السلوك ومحاربة النفس والتحكم بالمشاعر والانتصار والتأثير على الآخرين.