حياة الإنسان تشبه الدائرة في حركة مستمرة رغم التغير والتطور، كل مرحلة تضيف للمرحلة التي بعدها ديمومة كاملة ومستمرة، لكل شيء بدءاً من الفكرة، والشعور، والسلوك، والقرارات، والحياة بشكل عام تخضع لهذه الديمومة. تتكون حياتنا من التجارب والمواقف والأشخاص الذين يمرون، والتجربة الخاصة بنا، نتعلم وندرك ونقرر، متى الإقدام؟ ومتى الانتهاء؟ ومتى نستفيد من بعضنا؟ نلاحظ في العلاقات الإنسانية أن هناك مرحلة لتكوين صداقات جيدة نستثمر فيها ونضيف لها وهي علاقة تبادلية إنسانية، بعضها يبقى وبعضها يغادرنا وينتهي، الوعي يجعلنا مدركين لهذه الدائرة من دون الوقوع في فخ التعلق أو الغضب أو الحزن على خسارة شيء منها، لماذا؟ لأن الوعي يجعلنا مدركين أن الحياة متغيرة ومتطورة، والشيء الصحيح سيبقى لأنه يضيف لنا كأصدقاء الحب والود والتكامل المعنوي والعاطفي، والبعض انتهى الوقت معه وأصبح عبئاً، أو علاقات جامدة لا روح فيها غير المجاملات، الأكيد أن رسالتها انتهت معنا وحان وقت المغادرة، الوعي يخفف عبء الانتهاء وإكمال دائرة معينة لنبدأ دائرة أخرى أو الجلوس في الدائرة الحالية التي تضيف لنا الشعور بالاستقرار والود والاحترام. من المهم الانتباه لرسائل النهايات فهي تبدأ متدرجة، الوعي يجعلنا ندرك ماذا نريد؟ وأين نقف؟ وماذا بعد؟ ومن هنا يأتي القرار الصائب في البقاء أو الانتهاء. كما يوجد في العلاقات بداية و نهاية أو استمرارية يحدث ذلك مع أنفسنا وذواتنا، ومن هنا تتجدد فينا العزيمة والطموح لتجديد وتغيير مع أفكارنا وتصرفاتنا وقراراتنا. كل شيء في الحياة يحتوي على البدايات والنهايات والمرحلة التي بينهما كالليل والنهار والفصول الأربعة هي ثابتة وفي الوقت نفسه متكررة ومتعاقبة، وهنا لا نقصد بالنهايات الأشياء التي تكون جيدة في حياتنا بل تطويرها أو الإضافة إليها سواء مع ذواتنا أو علاقاتنا أو أهدافنا، هناك أشياء جميلة مازالت تعطي راحة الورد وتعطي القوة والدافعية، ربما تستمر معنا، وربما تقل، وربما تزيد، وهكذا في ديمومة جميلة متناغمة مع بعضها. البدايات والنهايات متداخلة وهذا ما نعيشه بين مرحلة وأخرى، بين هدف ونتيجة، كل شيء في الحياة يتسم بالديمومة والحركة لنتعلم ونرتقي، المهم إفراغ كل ما لا نحتاجه لإعطاء مساحة للقادم واستقبال هدايا الله في كل شيء.