حققت المملكة العربية السعودية، المركز الأول عربياً والسابع عشر عالمياً في جهود الجامعات العالمية لنشر أبحاث جائحة كورونا، حيث مثل إنتاج الجامعات السعودية 83.4 % من مجموع الأبحاث السعودية عن كورونا، فيما شكلت أبحاث الجامعات السعودية 1.8 من إجمالي الإنتاج البحثي العالمي، وهي نسبة عالية، إذا ما قورنت بآلاف الجامعات حول العالم. البنية البحثية في الجامعات السعودية، تتكئ على تجربة ثرة، وخبرات تراكمية تكونت عبر سنين طويلة، حيث أنشأت الجامعات الكبيرة والناشئة في المملكة مراكز أبحاث علمية ودعمتها بالباحثين المتخصصين ومساعديهم، ووفرت الإمكانات المادية والفنية، وأتاحت للعلماء وأعضاء هيئة التدريس السعوديين والمتعاقدين إجراء أبحاثهم في بيئة علمية بحثية متميزة، لإنتاج أبحاث علمية رصينة، تغطي جميع التخصصات العلمية، لتقديم الحلول والمقترحات للمشكلات والقضايا المختلفة، والمساهمة في حل تلك المشكلات التي تواجه المنشآت الحكومية والمجتمع، وقد حققت جامعات سعودية متميزة مثل جامعة الملك سعود، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الملك عبدالعزيز مراكز جيدة في التصنيفات العلمية العالمية، نتيجةً لإحرازها مراتب متقدمة في المؤشرات البحثية لتصنيف الجامعات على مستوى العالم. معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ، يبذل جهوداً كبيرة في سبيل دعم البحث العلمي في الجامعات السعودية، كما أن نظام الجامعات الجديد يدعم هذا التوجه بقوة من خلال التركيز على البحث العلمي في الجامعات، كونه أساس التطور والتقدم في الدول والمجتمعات، ويهدف نظام الجامعات الجديد إلى تعزيز المكانة العلمية والبحثية للملكة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، كما نص في مادته السابعة –الفقرة السابعة- على إقرار اللوائح المنظمة للكراسي البحثية ومراكز البحث والابتكار وريادة الأعمال في الجامعات، ويهدف النظام الجديد أيضاً إلى تشجيع التنافسية في البحث العلمي بين الجامعات، وتخصيص مكافآت للأبحاث المتميزة، وحث أعضاء هيئة التدريس والباحثين في الجامعات على إجراء الأبحاث العلمية الرصينة، مما يدل دلالةً واضحة على أن البحث العلمي في الجامعات السعودية يعد أولوية بالنسبة لها، الأمر الذي سوف يترتب عليه نهضة علمية وبحثية كبيرة بمشيئة الله، تنعكس إيجاباً على الوطن وأبنائه. من دون أدنى شك، فإن هذه الجهود المباركة تأتي استكمالاً للجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة في ظل قيادتها الرشيدة، بتوجيه ودعم لا محدود من سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، كما أن هذه الجهود تنسجم وتتسق مع رؤية المملكة 2030م، التي تجعل من البحث العلمي ركيزة أساسية للتطور والتقدم في المجالات العلمية والعملية كافة على حد سواء. * أستاذ نظم الحكومة الإلكترونية والمعلوماتية في جامعة الملك سعود أ. د. فهد بن ناصر العبود