أعلنت وزارة الدفاع اليمنية تفكيك خلية مرتبطة بقيادة الحرس الثوري الإيراني الإرهابي تلقى عناصرها تدريبات على يد خبراء إيرانيين في العاصمة اليمنية صنعاءالمحتلة. وبث فيلم "خيوط العمالة" أنتجته دائرة التوجيه المعنوي في الجيش اليمني، اعترافات لعناصر الخلية مرتبطة بقيادة الحرس الثوري الإيراني كانت تقوم بمهام التجسس ورصد مواقع وتحركات قيادة الجيش الوطني وتنفيذ عمليات اغتيال وزرع عبوات ناسفة بمحافظة مأرب. واعترف عناصر الخلية أن الخبراء الإيرانيين هم من يديرون القوة الصاروخية التابعة لمليشيات الحوثي الإرهابية، وأشار أحد العناصر إنه التقى بخبراء إيرانيين في أحد الفنادق، لتكون مهمته بحسب اعترافاته والمستندات التي لديه رصد تحركات قيادات وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان وقيادات الوحدات العسكرية، ورصد منصات وأماكن الاحتفالات الخاصة بدفعات التخرج للعسكريين، إضافة إلى إحداثيات بمنازل البرلمانيين والشخصيات السياسية. واعترف باسم الصامت وهو أحد أبرز عناصر الخلية بالعمل لصالح مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ورصد إحداثيات اجتماعات لقيادات في وزارة الدفاع وهيئة الأركان التابعة للجيش الوطني اليمني، بينهم وزير الدفاع اللواء الركن محمد المقدشي، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن صغير بن عزيز. كما رفع إحداثيات اجتماعات مشتركة لقيادة الجيش اليمني وضباط في التحالف العربي بمحافظة مأرب. وفي صنعاء تم تجنيد الصامت لصالح مليشيات الحوثي الإرهابية وتدرب في الأمن القومي التابع لها، وأسندت إليه مهمة تكوين جهاز أمن قومي بمحافظة مأرب، والتخابر معها عن طريق خبراء إيرانيين تلقى منهم تعليمات مفصلة عن آلية العمل. وقال الصامت إن مليشيات الحوثي الإرهابية استهدفت مواقع عسكرية واجتماعات لقيادة وزارة الدفاع اليمنية في معسكر "صحن الجن" وفي مدينة مأرب، بناء على الإحداثيات التي قام برفعها وإرسالها لغرفة عمليات يديرها ضباط من الحرس الثوري الإرهابي. كما نشر الجيش الوطني اليمني اعترافات للعنصر الثاني في الخلية العميد الركن خالد الأمير، وكان يشغل منصب مدير دائرة المستودعات بهيئة الإسناد اللوجستي بوزارة الدفاع اليمنية، قبل القبض عليه في فبراير الماضي، وهو خال المتهم الأول "باسم" وقد عينه ضابط أمن الدائرة ومنحه تسهيلات للتحرك داخل دوائر وزارة الدفاع لتسهيل مهمته لصالح المليشيات التابعة للنظام الإيراني. وتضمنت اعتراف "العميد الأمير" بتعاونه مباشرة مع قيادة المليشيات الإرهابية المدعومة إيرانيا، وتوجيه عناصر الخلية بشأن المواقع والأماكن التي يقومون بتصوريها، ومن ثم يقوم بإرسالها مباشرة لغرفة عمليات متخصصة يديرها ضباط إيرانيون وعراقيون، كما اعترف بإعطاء عناصر الخلية معلومات حول مكان وزمن احتفالات تخرج الدفع العسكرية. وقال الجيش الوطني اليمني إن مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، نفذت هجمات بصواريخ إيرانية متطورة، بناءً على المعلومات التي قدمها عناصر الخلية، مشيراً إلى أنها أسفرت عن مقتل عدد من الضباط والجنود في محافظة مأرب. وأوضحت وزارة الدفاع اليمنية إن الخلية التي فككتها استخبارات الجيش اليمني، تورطت بجرائم طالت المدنيين واستهدفت منازل وأحياء سكنية، طيلة الأشهر الماضية، ومنها إحداثيات منزل عضو البرلمان اليمني، مسعد حسين السوادي، الذي استهدف بصاروخ بالستي أطلقته المليشيات الحوثية الإرهابية في يناير/كانون الثاني من العام الجاري، ما أدى إلى مقتل امرأة وابنتها وإصابة أربعة آخرين. وكان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيتش، أدان الهجوم الصاروخي الذي استهدف منزل "السوادي" وأدى إلى مقتل أفراد من عائلته بمدنية مأرب، وقال إن "استهداف أعضاء البرلمان والمناطق المدنية أمر غير مقبول ومخالف للقانون الدولي". وتكشف اعترافات الخلية الحوثية التابعة للحرس الثوري الإرهابي، عن وجود نوايا مسبقة لاستهداف المراكز الحضرية ومنازل المدنيين بهدف بث الرعب في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الدولة الشرعية. وقال الصامت "تلقيت بلاغ من قيادة الخلية بوجود اجتماع لقيادات عسكرية وأخرى تابعة لحزب الاصلاح الداعم للشرعية في منزل البرلماني السوادي بمدينة مأرب، وتم توجيهي بالذهاب والتقاط صور للمنزل، وحينما وصلت، أبلغت الخلية بأن المنزل لا يوجد داخله سوى الأطفال والنساء، وليس فيه أي قيادات عسكرية أو سياسية". وأضاف الصامت "لكن العميد الذي يرأس الخلية قال لي لا تتلفظ بمثل هذا الكلام ولست معنياً بمن يتواجد في المنزل، ثم أمرني بالابتعاد عن المنزل لأنه سيتم استهدافه، وبالفعل تعرض لهجوم بصاروخ بالستي بعد نحو نصف ساعة فقط من الاتصال". كما أظهرت اعترافات الخلية، إن ضباط الحرس الثوري الإرهابي وقيادة الأمن الوقائي الحوثي، طلبت إحداثيات عن المساجد ومنها "مسجد الميل" الذي جرى استهدافه بصاروخ بالستي وطائرتين مسيّرتين في أواخر يناير الماضي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات من المصلين. وقالت الحكومة اليمنية عقب القصف على المسجد "إن الهجوم بصواريخ إيرانية على المصلين بمدينة مأرب جريمة إرهابية غادرة وجبانة وتنصل من كل القيم والمعتقدات الإسلامية والإنسانية والاعتبارات الأخلاقية" مشيرة إلى أن "مرتزقة إيران نفذوا القصف على المسجد انتقاماً لمقتل قاسم سليماني" ومثلما جددت اعترافات عناصر الخلية التأكيد على تبني سياسة حوثية إيرانية ممنهجة ومتعمدة لاستهداف وقتل المدنيين بمحافظة مأربوالمحافظات الواقعة تحت سيطرة السلطة الشرعية، فقد أعادت التذكير كذلك بسياسة استخدام المدنيين دروعاً بشرية في العاصمة صنعاء وبقية المناطق الواقعة تحت احتلال الحرس الثوري الإيراني ووكلائه الحوثيين. وكشف "الصامت" أحد عناصر الخلية، أن قادة المليشيات الحوثية الإرهابية وكتيبة التدخل السريع التابعة لها، وضباط الحرس الثوري الإيراني، يديرون العمليات العسكرية والهجمات الإرهابية من مقرات في مناطق مأهولة بالسكان والمباني السكنية داخل صنعاء. وأكد أن عناصر الخلية كانوا يلتقون بضباط إيرانيين وعراقيين وإلى جانبهم عبدالكريم الخيواني "رئيس جهاز الأمن القومي" التابعة للمليشيات، في منزل وسط حي سكني مكتظ بالسكان يقع في منطقة صنعاء القديمة المصنفة على قائمة التراث العالمي. وقال الناشط اليمني صدام المداني: الخطير في اعترافات الخلية هو قيام مليشيات الحوثي الإرهابية باتخاذ الأحياء السكنية الآهلة بالسكان كصنعاء القديمة وحي الجراف وأماكن أخرى، كثكنات عسكرية ومخازن للسلاح، وسكن للخبراء الإيرانيين ومقار لاجتماعات قيادتها وعناصرها الاستخباراتية والقتالية وهذا ما كشفه المجرم الصامت أحد عناصر الخلية ووثقه بكاميرا تلفونه، وليس افتراء" وأضاف "إذا جرى استهداف مثل هذه المواقع والاجتماعات العسكرية للقادة الحوثيين والعسكريين الإيرانيين من قبل طيران التحالف العربي، يستغلها إعلام الحوثي وناشطيه، ويروجوا أنها أحياء سكنية وأن المستهدفين أبرياء" يشار إلى أن استخبارات الجيش اليمني ألقت القبض على خلية أخرى تابعة للحرس الثوري الإيراني في سبتمبر/أيلول الماضي، تعمل في تهريب الأسلحة الإيرانية، واعترفت بتلقي تدريبات في إيران. وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الارياني إن اعترافات الخلايا المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، أكدت تسخير المليشيا لموانئ وشواطئ مدينة الحديدة لتلقي الأسلحة والأموال المهربة من إيران، واستمرار النظام الإيراني في تزويد المليشيات بالأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لقتل اليمنيين وزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة وتهديد خطوط الملاحة في انتهاك صارخ للقرارات الدولية.